سلط عدد من الباحثين والأكاديميين بمدينة الداخلة الضوء على تطورات القضية الوطنية من خلال ندوة علمية تمحورت حول الاستراتيجية الملكية ومدخل الديبلوماسية الموازية في أفق الحسم النهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
وخلال هذا اللقاء، المنظم أول أمس السبت من قبل جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب ومركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أجمع المتدخلون على أن ملف القضية الوطنية قد دخل منعطفا حاسما بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزين في هذا الصدد، أن جلالته شدد في الخطاب الملكي الأخير بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الجديدة، أن المملكة قد انتقلت من مرحلة التدبير إلى دينامية التغيير بخصوص ملف الصحراء المغربية.
وفي السياق، قال حميد أبولاس الأستاذ الجامعي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب بات ينهج مقاربة جديدة بشأن ملف الوحدة الترابية ترتكز على المبادرة الاستباقية وليس رد الفعل، مشيرا إلى أن الجامعة المغربية، على غرار مجلسي النواب والمستشارين ومختلف المؤسسات والمنظمات والهيئات الوطنية، تضطلع بدور في غاية الأهمية لمواكبة هذه الدينامية التي يعرفها ملف الصحراء وإبراز الجهود المبذولة ومواصلة التعبئة خاصة في الأوساط الأكاديمية بمختلف جامعات العالم.
من جهته، اعتبر عبد العزيز العروسي، أستاذ القانون الدولي والعلوم السياسية، بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الندوة مكنت من التطرق إلى ثلاثة مرتكزات، وفي مقدمتها الاستراتيجية الملكية من خلال خطب جلالة الملك التي ترسم معالم الدبلوماسية الرسمية بما يجعل الترافع عن قضية الوحدة الترابية في صلب السياسات الخارجية للمملكة.
أما المرتكز الثاني، بحسب العروسي، فيتمثل في الدبلوماسية الموازية، التي تستوجب تعبئة جميع القوى الحية سواء أكانت برلمانية أو جامعية، أوجمعوية من أجل الدفاع عن قضية الوحدة الترابية بمنطق علمي و بمقاربة قانونية دقيقة جدا، مشيرا إلى أن المرتكز الثالث يهم الحسم النهائي لهذا النزاع لا سيما وأن جميع قرارات مجلس الأمن ابتداء من القرار 1754 لسنة 2007 إلى حدود القرار الأخير 2756، فإنها كلها تؤكد بالملموس على جدية المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء.
من جانبه، أبرز أحمد الصلاي، رئيس الجمعية الجهوية المتقدمة، والحكم الذاتي بجهة الداخلة والذهب، أن تنظيم اللقاء يندرج في إطار الدينامية التي باتت تعرفها القضية الوطنية على جميع المستويات ولا سيما الدعم المتزايد لمغربية الصحراء من قبل دول لها وزنها الكبير على الساحة الدولية و داخل مجلس الأمن، مشيرا في هذا السياق إلى أن الشباب والمجتمع المدني بالجهة فخورون بما تحقق للأقاليم الجنوبية من ازدهار ونماء وتقدم بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتطرق المشاركون في هذه الندوة العلمية إلى جملة من المواضيع من بينها “المقاربة المجالية للجهوية الموسعة في ضوء الديبلوماسية الموازية” و “الثابت في الدفاع عن الصحراء المغربية: بين قوة اللحمة الوطنية ورهانات السياسات الدولية” و “الدبلوماسية الموازية ومحددات الترافع عن ملف الوحدة الترابية” و “تقنيات الترافع عن الصحراء المغربية ومدخل الديبلوماسية الموازية” و “أهمية الديبلوماسية الجامعية في الدفاع والترافع عن الصحراء المغربية”.
و م ع