شهد إقليم تنغير، منذ زوال اليوم السبت، تساقطات مطرية وثلجية كثيفة شملت مختلف مناطق الإقليم، حيث غطت الثلوج المرتفعات الجبلية، مما أدى إلى انخفاض ملموس في درجات الحرارة. هذه الظروف الجوية دفعت السلطات المحلية إلى التحرك بشكل استباقي لمتابعة الوضع والتخفيف من تأثيراته على السكان.
وفي هذا السياق قامت السلطات المحلية، بقيادة عامل الإقليم، بجولات ميدانية شملت عددا من الجماعات التي تأثرت بالتساقطات المطرية والثلجية. وتهدف هذه الجولات إلى تقييم الأوضاع على الأرض وتنسيق الجهود بين مختلف المصالح المعنية لضمان التدخل السريع عند الضرورة.
وأفادت مصادر مطلعة لهسبريس أن السلطات ركزت في تدخلاتها على الاستعداد لفتح الطرقات، التي قد تنقطع بفعل تراكم الثلوج أو الانجرافات الطينية الناتجة عن الأمطار الغزيرة. وتم وضع فرق التدخل الميداني، التي تشمل فرق التجهيز والجماعات الترابية، في حالة تأهب قصوى، مع تسخير الآليات والمعدات الضرورية لإزالة الثلوج وفتح المحاور الطرقية، خاصة تلك التي تربط المناطق الجبلية النائية ببقية الإقليم.
وفي إطار هذه الجهود، تسعى السلطات المحلية، بتنسيق مع مختلف الفاعلين، إلى ضمان توفير المواد الأساسية للسكان في المناطق المعزولة، بما يشمل المواد الغذائية ووسائل التدفئة، تحسبا لأي طارئ قد ينجم عن استمرار سوء الأحوال الجوية. كما تم التنسيق مع المصالح الصحية لضمان جاهزية المراكز الصحية لاستقبال الحالات الطارئة.
وتعتبر هذه التساقطات المطرية والثلجية فرصة مهمة لتغذية الفرشة المائية، وتعزيز الموارد الطبيعية التي يعتمد عليها الإقليم، لكنها في الوقت ذاته تفرض تحديات كبيرة على السكان والسلطات، خاصة في المناطق الجبلية التي تعاني صعوبات في التنقل خلال فصل الشتاء.
وأكد مصدر مسؤول أن السلطات المحلية تواصل متابعة تطورات الوضع عن كثب، مع التزامها بتعبئة كافة الإمكانيات المتاحة لضمان التدخل السريع والاستجابة الفعالة لأي تأثيرات محتملة قد تنتج عن هذه الظروف المناخية القاسية، بهدف ضمان سلامة المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية بشكل مستمر.
محمد العربي، من ساكنة قيادة أمسمرير، أكد أن التساقطات المطرية والثلجية التي يشهدها إقليم تنغير تعتبر مهمة على عدة مستويات، حيث تساهم بشكل مباشر في تغذية الفرشة المائية، التي تعد موردا أساسيا للحياة في المنطقة، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بندرة المياه، مشيرا إلى أن هذه الأمطار تعزز احتياطيات السدود والآبار، مما يضمن الاستقرار المائي للسكان، ويدعم الأنشطة الزراعية التي يعتمد عليها جزء كبير من سكان الإقليم، سواء من خلال سقي المحاصيل الزراعية أو دعم المراعي، التي تشكل مصدر رزق للعديد من الأسر القروية.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن التساقطات الثلجية تعد مكسبا بيئيا مهما، حيث تساهم في تحقيق توازن طبيعي من خلال تحسين جودة التربة وزيادة مخزون المياه الجوفية عند ذوبانها، مشيرا إلى أن الثلوج التي تغطي المناطق الجبلية تضفي جمالا طبيعيا على الإقليم، مما يعزز جاذبيته السياحية، خاصة بالنسبة لعشاق الطبيعة ومحبي استكشاف المناطق الجبلية، وبالتالي فإن هذه التساقطات رغم ما قد تسببه من تحديات آنية، فهي تحمل فوائد طويلة الأمد للسكان والبيئة والاقتصاد المحلي.