قال المخرج كمال لزرق، إن بعض شركات الإنتاج الأجنبية تنتظر من المخرجين المغاربة إظهار صورة المملكة بطريقة معينة، داعيا زملاؤه إلى الوثوق في مواضيعهم والتمسك برؤيتهم الفنية ومحاربة الانتظارات التي من شأنها أن تغير أفكار أعمالهم، وفق تعبيره.
وأضاف كمال لزرق في لقاء مع “العمق”، أن إحدى شركات الإنتاج الفرنسية اشترطت عليه تناول مواضيع عن الفقر والمرأة، لتتمكن من بيع الفيلم والمشاركة به في المهرجانات بشعار أنها تدافع عن قضايا معينة، إلا أنه لم يتفق معها بسبب اختلاف أفكارها عن رؤيته.
واعتبر لزرق، أن الحرية ضرورية في المجال الفني، وأن الجدل الذي رافق تناول عدد من الأعمال السينمائية لموضوع الشذوذ الجنسي غير مهم، لأن السينما المغربية تحتاج لنقاش حول أولويات وتحديات أخرى.
وعن عدم نجاح فيلمه الروائي الأول “عصابات” في القاعات السينمائية المغربية رغم فوزه بعدة جوائز، أوضح ذات المتحدث أن “عصابات” لم يتمكن من المنافسة لمدة طويلة في الصالات السينمائية في فرنسا وإسبانيا أيضا، معتبرة أنه مشكل يرافق جميع الأفلام الروائية التي تقتنص الجوائز في المهرجانات لكنها لا تجذب الجمهور.
ويتناول فيلم “عصابات” الذي تدور أحداثه في الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء، قصة حسن وعصام، اللذان يقعان في موقف صعب بعد موت رجل كان من المفترض أن يختطفاه في سيارتهما، ليجدا نفسيهما مع جثة، ثم تبدأ ليلة طويلة عبر الأحياء الفقيرة في المدينة.
يشار إلى أن فيلم “عصابات” كان قد توج بجائزة لجنة التحكيم مناصفة مع الفيلم الفلسطيني “باي باي طبريا” في الدورة العشرين لمهرجان مراكش، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم في مسابقة “نظرة ما” من مهرجان “كان” السينمائي 2023.
وقال كمال الأزرق في تصريح سابق لـ”العمق” على هامش تتويجه في مهرجان مراكش، إن البعض وصفه بالأحمق بعد معرفتهم بأنه سيعتمد على أبطال غير محترفين وبدون أي تجربة في فيلم “عصابات” الذي يعد أول عمل روائي طويل في مسيرته الفنية، لكنه أثبت بأن الإرادة والاشتغال من القلب يمكنه أن يوصل الإنسان إلى مستوى عالي، على حد تعبيره.