في قلب ملعب لوفتوس فيرسفيلد بجنوب إفريقيا، وبين أجواء تعكس عشقًا أخضر بلا حدود، أبدع جمهور الرجاء الرياضي في إيصال رسالة قوية وواضحة، جسّدتها لافتة رفعت من وسط المدرجات، تقول: “من بلاد رأس الرجاء الصالح، في الرجاء تاواحد ما صالح.”
هذه العبارة، التي تحمل في طياتها غضبًا عارمًا، هي صيحة احتجاج موجهة إلى كل من ساهم في أزمة النتائج التي يعيشها الفريق هذا الموسم، سواء كانوا لاعبين، مدربًا، أو أعضاء المكتب المسير. جمهور الرجاء، الذي يُعتبر بحقّ رأسمال الفريق الأخضر الحقيقي، ليس مجرد متفرج يقتصر دوره على الهتاف في المدرجات، بل هو شريان حياة النادي وأساس هويته، يقف شامخًا حتى في أصعب الظروف.
ما يميّز جمهور الرجاء ليس فقط أعداده الكبيرة أو حماسه الجارف، بل تفانيه الذي وصل صيته مختلف بقاع العالم. هذا الجمهور يتنقل عبر البلدان، من ماله الخاص، ليقف خلف فريقه في كل المناسبات، بعيدًا عن أي دعم مادي من إدارة الفريق، رغم ما يروّج له بعض المشككين.
بينما يبقى جمهور الرجاء مصدر الأمل والعزاء في هذا الموسم الكروي الصعب، فإن الأداء الباهت للفريق على أرض الملعب وضع الكثير من علامات الاستفهام. الرجاء، الذي لطالما كان رمزًا للألقاب والإنجازات القارية، يبدو الآن في دوامة من الإحباط، بعيدًا عن طموحات عشاقه.
الجمهور، عبر لافتته ورسائله المتكررة، يدعو إلى التغيير الجذري. فمن لا يستطيع حمل أعباء تمثيل النادي وإعادة أمجاده، عليه أن يغادر غير مأسوف عليه. فالرجاء لم يُخلق ليكون مجرد فريق يشارك في المنافسات، بل ليكون منافسًا شرسًا يسعى دائمًا للألقاب.
في ظل الأزمات التي تعصف بالنادي، يبقى جمهور الرجاء العالمي بارقة الأمل الوحيدة. هو الذي يُثبت أن الولاء والوفاء للفريق لا يتزعزعان مهما كانت الظروف. أما المسؤولون عن “النكسة”، فربما آن الأوان ليتركوا المشعل لمن يستطيع إعادة الرجاء إلى مكانته الطبيعية، كواحد من أعظم الأندية في إفريقيا.