أمينة المستاري
حذر الفاعل الجمعوي والحقوقي الحسين النجاري، رئيس المكتب المركزي بالمنظمة المغربية لحماية الطفولة الطفل من وجود شبكة للاتجار في البشر بأكادير تقوم بتسخير أطفال يتم جلبهم من مناطق أخرى للعمل والتسول في شوارع مدينة أكادير والمنطقة السياحية” الكورنيش”.
تزايد الأطفال المتسولين بالباطوار والسلام والكورنيش…أصبح يؤرق ضمير الحقوقيين بأكادير، لاسيما وأن هذه الشبكات المتاجرة في البشر تقوم بتوفير وسائل النقل للسيدات اللواتي يقمن بالتسول بأطفال ورضع، مع ضمان حماية لهن أثناء عملهن، في ضرب صارخ لحقوق الطفل التي تقتضي حمايته قانونيا من كل أنواع الاستغلال.
فقد باغث الحسين النجاري، إحدى المتسولات المسنات، بحي الداخلة وبجانبها طفلة تمد يدها تستجدي عطف المصلين والمارة أمام أحد المساجد، وعند استفسارها تعرض الحقوقي للعتاب والنهر، وحاولت السيدة إقناعه بكون الطفلة ابنة ابنتها، لكن ما أثار شك الفاعل الحقوقي حالة المسنة المنفعلة، فلم يصدق روايتها، ولم يكن منه سوى الاتصال بأمن الدائرة الخامسة والسلطات المحلية التي انتقلت إلى عين المكان، وتم اقتياد المتسولة والطفلة إلى مقر الدائرة، علما أن أحد الأشخاص كان يحاول إبعاد الطفلة أثناء النقاش الحاد الذي نشب بين النجاري والمتسولة، مما يغلب معه الظن أن هناك شبكة تقوم بالاتجار بالبشر، يؤكد النجاري.
النيابة العامة أمرت بتحويل الطفلة على الشرطة القضائية بولاية الأمن بأكادير، في انتظار الانتقال إلى تراست للتحقق من ادعاءات المسنة ومعرفة ما إذا كان الأمر يتعلق بشبكة تسخر مجموعة من الأطفال للتسول، وهو ما يشكل جناية خاصة وأن الأمر يتعلق بأطفال صغار.
الفاعل الحقوقي أكد في تصريح للجريدة24 أنه: ” آن الأوان للتحرك جميعا من أجل محاربة هذه الشبكات والتصدي لها، ووضع الشكايات وتحريك النيابة العامة للمتابعة في حق كل من ثبت استغلاله لطفل في عملية التسول، خاصة وأن المدينة مستهدفة من طرف تلك الشبكات المحرضة التسول بجلب الأطفال من مناطق أخرى خارج المدينة، ودفعهم إلى حي السلام من أجل التسول وربما يتم تسخيرهم في أمور أخرى.”
ففي جولة في إحدى زوايا حي السلام، بالقرب من محطة سيارات الأجرة الصغيرة، تعرف تجمعا يوميا لمجموعة من الأطفال لتعاطي السيليسيون، من بينهم طفلات لم يتجاوزن 12 سنة، يتسكعن ويتقاسمن السيليسون مع الذكور وربما يتطور الأمر إلى تعاطي المخدرات والتعرض للاغتصاب”.