هشام رماح
فكك الإعلام الفرنسي معالم النظام العسكري الجزائري، ليفرد أمام العالم كيف تدار الأمور تحت قيادة الـ”كابرانات”، وقد تطرقت مجلة “Le Point”، إلى الاستراتيجية التي يتحراها هؤلاء مستخدمين ما يسمى بـ”شبيحة” افتراضيين، في استلهام من العسكر لمنهجية نظام “بشار الأسد”، الذي فر هاربا من سوريا مثل أي جرذ جبان.
المجلة الفرنسية، لفتت الانتباه إلى أن النظام العسكري الجزائري، لطالما “ردد أسطورة الأمة الجزائرية في خطر”، وفي كل مأزق سياسي ومنعرج يحس العسكر بأنه سيودي بهم، إلى الهاوية، يدفعون بكون “يد الأجنبي” تفعل في بلادهم الأفاعيل، فيتهمون المملكة المغربية وفرنسا وإسرائيل، ولذلك فإنها تقرر دوما الاعتماد على “سلاح الشتات” (L’arme de la diaspora) في حربها الدعائية.
ووفق “Le Point” فإن الجزائر تسعى إلى تهييج مهاجريها المقيمين في الخارج خاصة في فرنسا، من أجل إدراك أهداف الـ”كابرانات” في البقاء في الحكم ودرء ما قد ينغص عليهم ذلك مثل حملة “ما رانيش راضي”، وهو رهان ينحاز إلى مزدوجي الجنسية وغيرهم في رهان منهم إلى تخويف خصومها خصوصا من معارضي النظام.
وأفادت المجلة بأنه ومنذ عقود من الزمن خلت، يروج العسكر في الجزائر بأن “يد الأجنبي” وراء كل حدث يقع في البلاد، من خلال ترديد أسطورة الأمة في خطر، وهو ما يدفعها للاعتماد على متعصبين من أمثال رواد الـ”تيك توك”، الأربعة، الذين ألقت الشرطة الفرنسية القبض عليهم في فرنسا بسبب تعليقات تحرّض على الكراهية.
واستناد إلى المجلة الفرنسية فإن “المؤثرين” المعتقلين يجسدون رغبة الجزائر في استخدام الشتات كسلاح، محذرة من تبخيس حماسة هؤلاء المتعصبين للسلطة الجزائرية، مؤكدة على أنهم مستعدون لتوقع الأوامر التي لن تأتي أبدا، وقد عرجت على ما وصف به أحدهم نفسه حين قال إنه “جندي من الخارج، جندي نائم”.
وفصلت “Le Point” في هذا الأمر محيلة على أن هذا المتعصب الذي كان يتحدث عبر حسابه في “تيك توك” يفيد باختصار، أنه جزائري يعيش في فرنسا، وهو ينتظر الأمر من لدن الـ”كابرانات” لبث الفوضى في البلد المضيف، وهو وأمثاله يطوّرون موقفا حربياً، لتحريض الجزائريين وتأجيج غضب المجانين الذين يتابعونهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت المجلة الفرنسية إلى أنه ومنذ سنوات ظل النظام الجزائري يعمل على مغازلة الشباب الفرنسي الجزائري بحملات ‘”أنا أحب بلدي”، لأجل حثهم على المساهمة في تنمية البلاد، وهو أمر انحاز في مرات عديدة إلى إطلاق حملة عنيفة ضد المواطنين مزدوجي الجنسية، متى لم يستجيبوا لذلك.
وأفاد المقال التحليلي بأن هناك من يرسمون الخطوط العريضة لحرب جزائرية جديدة، قوامها أن تجعل النظام العسكري قادراً على أن يقول للجزائريين “انظروا كيف تتحدث بعض وسائل الإعلام الفرنسية عنا، إنهم يعتقدون أننا تحت الاستعمار”، وفي المقابل سينبري الجناح اليميني الفرنسي إلى القول “انظروا كيف يتصرف الجزائريون في بلادنا، إنه أمر لا يطاق”.