الأحد, يناير 5, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربي"Le Monde" تحكي تفاصيل ما عاشه "إسماعيل صنابي" خلال سنة في جحيم...

“Le Monde” تحكي تفاصيل ما عاشه “إسماعيل صنابي” خلال سنة في جحيم الجزائر 


هشام رماح

سنة في جحيم الجزائر، قضاها “إسماعيل صنابي”، بعدما اعتقل على خلفية جنوح دراجتين مائيتين “Jet Ski” من المياه الإقليمية المغربية إلى مياه جارة السوء الشرقية، واعتقاله عقب قتل اثنين من مرافقيه، في رحلة استجمام بحرية ونفاذ رابع بجلده، سنة عانى فيها الفرنسي من أصل مغربي الأمرين وقد انقلبت عطلته الصيفية منذ 29 غشت 2023، إلى مأساة حكى لصحيفة “Le Monde”الفرنسية بعضا من تفاصيلها.

بتاريخ الخامس من شتنبر 2024، كانت عودة “إسماعيل صنابي”، إلى فرنسا بين ظهراني أسرته الصغيرة المكونة من زوجته “إسراء” وأبنائه الثلاثة (6 و4 و3 أعوام)، وبعد مدة زمنية، استرد فيها أنفاسه واستوعب أنه غادر السجن الجزائري حيث ذاق شتى صنوف العذاب، استطاعت الصحيفة الفرنسية محاورته، ليسرد وقائعا مما عاناه بعد اعتقاله من نظام عسكري مارق، لا يقيم وزنا إلا لعدائه وأحقاده تجاه المغرب وكل ما هو مغربي.

وقال “إسماعيل صنابي”، 28 عاما، إنه ويوم الحادث المشؤوم، كان بمعية الشقيقين “محمد” و”بلال قيسي” و”عبد العلي مشواري”، ممتطين دراجاتهم المائية انطلاقا من المنتجع الساحلي في السعيدية لتناول وجبة قرية صيد مجاورة، وبعد ذلك أقفلوا عائدين إلى السعيدية، لكن سرعان ما أسدل الليل ستاره، وبالتالي فقدوا السيطرة على تحديد وجهتهم في البحر، لتجنح بهم دراجاتهم نحو المياه الإقليمية الجزائرية، وبعد فترة بزغ أمامهم قارب من الضباب كان على متنه عسكر جزائريون.

“إسماعيل صنابي”، أفاد بأنه استشعر خيرا في البدء، وبادر العساكر بالعربية مستنجدا بهم، ملوحا لهم وقائلا “نحن من المغرب، لقد ضللنا الطريق”، لكن الجواب جاء جافا وقاسيا على غير اعتقاده “غادروا هذه المنطقة.. المغرب هناك..”، لكن وبمجرد الاستدارة للانطلاق نحو النقطة التي أشار إليها العساكر لعلع الرصاص، ليردي العساكر كلا من “بلال” و”عبد العلي”، بينما قفز هو إلى الماء، ولاذ “محمد” بالفرار خوفا من همجية الجزائريين.

عندما التقط العساكر “إسماعيل” قيدوه بقوة وعنف في القارب، وكالوا له الضرب وهم يستفسرونه حول إن سبقت له زيارة إلى إسرائيل أو تعاطي الكحول، كل هذا وهو لا يدري ما حل بالباقين، وبأن “محمد” نجا وبلغ السواحل المغربية، إلى أن عرف فيما بعد أن “بلال” و”عبد العلي” قتلا حينما عرض العسكر عليه جثتيهما في محاولة منهم تأزيم معاناته النفسية، التي بالكاد انطلقت.

في الجزائر، عاش “إسماعيل”، فصولا جديدة من الذل والهوان، وقد عرضه جلادوه لتعذيب ممنهج، أحرقوا لحيته بولاعة، غمروا رأسه في دلو مليء بالماء، يقوه مثل خروف، ومنعوا عنه الثياب وتركوه ينام على بطانية مبللة، أما الاستنطاق فتناول أسئلة مثل “ما هي ديانتك؟”، “هل أنت يهودي؟”، “هل سبق وزرت إسرائيل؟”.. والكثير من الأساليب التي رمى من ورائها العساكر الجزائريون كسر شوكته لا لشيء سوى لأنه مغربي.

“إسماعيل صنابي”، كان يزن 120 كيلوغراماً وعاد لفرنسا بـ90 كيلوغرام، بعدما قضى سنة سجنا نافذا وأدى غرامة قدرها 100 ألف أورو، وكان له أن يستدين حتى يؤدي ما حكم عليه به، ولما أطلق سراحه، جرى تهديده وطلب منه الصمت لأن زوجته تتحدر من أصول جزائرية، وقد قيل له “تذكر أن لك عائلة هنا في الجزائر”.

لقد عاش “إسماعيل صنابي”، سنة في الجحيم، وأطلق سراحه ليعود إلى فرنسا، لكنه عاد محملا بذكريات أليمة وشمها جلادوه في نفسيته، وجروحا لن تندمل بعدما فقد اثنين من أصدقائه، وعانى من الإذلال المتعمد ومن كل ما هو مقيت وخبيث خبث النظام العسكري الجزائري الذي استأسد عليه وأذاقه الويلات لا لشيء سوى لأنه مغربي.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات