نجح باحثون من معهد التكنولوجيا بجامعة تارتو في إستونيا في تطوير روبوت ثوري مستوحى من العناكب، يتمتع بقدرة فريدة على بناء مكوناته أثناء التنقل، باستخدام بوليمر ساخن يتحول إلى ألياف صلبة بعد تبريده. ويهدف هذا الابتكار إلى منح الروبوتات مرونة غير مسبوقة، مقارنة بالتصميمات التقليدية التي تعتمد على مكونات ثابتة تُصنّع مسبقًا.
ويعمل الروبوت عبر ضخ البوليمر السائل من خلال فوهة ساخنة، مما يسمح له بإنشاء هياكل متينة في الوقت الفعلي، تمامًا كما تقوم العناكب بغزل شبكاتها الحريرية. ووفقًا للفريق البحثي، فقد أظهر الروبوت قدرات التصاق مذهلة بأسطح مختلفة، حتى تلك التي يصعب تثبيت أي شيء عليها، مثل التفلون والإسفنج المشبع بالزيت والأوراق الشمعية، ما يفتح الباب أمام استخدامه في بيئات صعبة ومعقدة.
وفي التجارب الأولية، أثبت الروبوت كفاءته في إنشاء جسور عبر فجوات وسط أنقاض تحاكي مناطق الكوارث، كما استطاع غزل ألياف قوية بما يكفي لتمكين سيارة صغيرة من عبور الجسر الذي بناه. كما تم اختباره في بناء أدوات دقيقة، مثل طرف قبضة ناعم قادر على التقاط زهرة دون إتلافها، وهو ما يعكس إمكانياته الهائلة في التعامل مع المهام الدقيقة التي قد تفشل فيها المقابض الروبوتية التقليدية.
ويحمل هذا الابتكار تطبيقات واعدة في الإغاثة من الكوارث، والبحث والإنقاذ، وقطاع البناء والهندسة، حيث يمكنه إنشاء مسارات مؤقتة لفرق الإنقاذ والمصابين، أو بناء هياكل مرنة عند الحاجة دون الحاجة إلى معدات ثقيلة. ومع هذا التطور، قد يكون هذا الروبوت بداية لجيل جديد من الأنظمة الذكية القادرة على التكيف مع بيئات غير متوقعة، ما يمثل قفزة نوعية في مجال الروبوتات المستقلة.