في خطوة تعكس حجم الأزمة التي يواجهها قطاع تربية المواشي في الجزائر، قررت الحكومة استيراد مليون رأس غنم لتلبية الطلب المتزايد على أضاحي العيد، بعد أن تسبب الجفاف المتواصل في تراجع أعداد القطيع المحلي إلى مستويات غير مسبوقة.
وخلال اجتماع لمجلس الوزراء، أصدر الرئيس عبد المجيد تبون تعليماته بإعداد دفتر شروط لإطلاق استشارة دولية مع دول قادرة على تزويد الجزائر بهذه الكمية الضخمة من الأغنام، استعدادًا لعيد الأضحى. ويأتي هذا القرار بعد سنوات من التردد، حيث سبق لتبون أن رفض فكرة استيراد المواشي، معتبرًا أنها تعكس خللًا هيكليًا يجب تصحيحه بدل اللجوء إلى حلول ظرفية.
وتعاني الجزائر منذ عام 2020 من موجة جفاف قاسية، حيث تراجعت كميات الأمطار بنسبة 40%، خاصة في المناطق الشرقية، ما أدى إلى تقلص المساحات الرعوية وارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير. ووفقًا لتقارير رسمية، فقد انخفض عدد رؤوس الأغنام في البلاد إلى 13 مليون رأس فقط، أي نصف ما كان عليه قبل عقد من الزمن، ما أدى إلى أزمة حادة في سوق الأضاحي.
ويذكر أن قرار اللجوء إلى الاستيراد يثير تساؤلات عديدة حول مدى قدرة الجزائر على تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع تربية المواشي، خصوصًا أن دولًا أصغر مساحة وموارد، مثل موريتانيا والسودان، تصدر المواشي بدل استيرادها. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها إجراء طارئ لتغطية الطلب المتزايد على الأضاحي، لكنها لا تقدم حلًا مستدامًا لمشكلة تناقص القطيع المحلي، ما يضع الحكومة أمام تحديات أكبر في السنوات المقبلة.