الإثنين, مارس 10, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيأمطار مارس تباشير رمضانية تُنعش الآمال

أمطار مارس تباشير رمضانية تُنعش الآمال


محمد منفلوطي_هبة بريس

“فقلتُ استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا” صدق الله العظيم.

هي أمطار الخير التي عمّت البقاع، وأنقذت الحرث والنسل، وأعادت الأمل من جديد، هي أمطار شهر مارس التي تزامنت وحلول شهر رمضان الكريم، هي بشرى رمضانية نفضت غبار الجفاف المتطاير والهواء الملوث، وزرعت بذور الرحمة والأمل، وأعادت للناس ذكرياتهم مع ” رائحة التراب، والمشي على الوحل أو ما يطلق عليه ب”الغيس”، حتى أن قطرات المطر وهي تُحدث موسيقى ونغمات على بيوت القصدير، اُفتقدت لسنوات عجاف..

” با حسن جمرة” مْقدم الجْماعة هنا بدوار لورارقة بجماعة سيدي العايدي بسطات، وفي دردشة شيقة له مع ” هبة بريس”، تزامنت وهطول الأمطار على تربة التيرس الناعمة التي أخذت منها سنوات الجفاف المتتالية أخذا، جلس ” با حسن” بطيبوبته المعتادة يحكي عن ذكريات الزمن الجميل، زمن القنديل والشمع، والشتا ملي كانت تبرك أياما وليالي حتى ترتفع دعوات الناس ” الطف يا لطيف”..

الحمد لله على نعمه التي لا تعد ولاتحصى يقول ” با حسن”، وهو يطلق ابتسامة الأمل من جديد على محياه” اييه من قال ستصبح الأرض خضراء والدنيا ولات كلها نوار في نوار…سبحان الخالق”…هكذا تساءل با حسن وهو يُتابع الخيرات والبركات تنزل من السماء..

” الحمد لله، الربيع غادي يَوْجد، والبهايم غادا تشبع ولله الحمد”، حتى الآبار سوف تنتعش ويرتفع منسوبها من المياه…

يقول ” با حسن جمرة” وهو فلاح ابن منطقة لورارقة جماعة سيدي العايدي إقليم سطات: ” الحمد والشكر لله، فهو القائل في كتابه العزيز: ” وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد”، سبحانه الرحمن الرحيم صاحب الفضل والعطاء، فبعد أن استيأس الناس، هاهي السماء تجود بعطائها في شهر مارس بعد سنوات عجاف ونذرة مياه، وبعد أن ظن الناس أنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من شبح العطش، هاهي الوديان تجري بقدرة القدير سيولا ولله الحمد…نتمنى أن يدوم هذا الخير ونحن في ضيافة شهر كريم..

هي أمطار مارس التي جاءت محملة بتباشير عدة منها، انقاذ الناس من هول الاجهاد المائي وشبح العطش، كما ستغير وجه الأرض لتلبسها لباس الخضرة والألوان الزاهية، ويأمل العباد أن يدوم العطاء ونحن نعيش على نفحات شهر كريم فضيل، وهم يرجون القدير أن يستمر الغيث ليروي الحقول العطشى والأنهار الجافة والفرشة المائية التي أصبح ماؤها غورا، فمن يأتي العباد بماء مَعِين، سوى الرب المُعين.

إنها قدرة القدير المنان الحنان، كانت كافية لانعاش آمال الناس، بعد أن أخذت الأرض زخرفها من جديد، وامتلأت الأودية والأنهار وقمم الثلوج بدورها اكتست رداءها الأبيض الناصع، وبالتالي ذبت الحركة من جديد بلغة العامية والكسابة، ومنهم من فضل الاحتفاظ بمابقي من رؤوس مواشيه، ومنهم من تأسف على تسرعه في بيعها في زمن الجفاف وتأخر الأمطار.

أمطار مارس هذه التي جاءت في مرحلة مفصلية من شأنها أن تنعش ما تبقى من آمال الفلاحين خلال الموسم الحالي الذي عانى ولازال يعاني من قلة التساقطات، ويأمل العديد من الفلاحين أن تعود هذه الأمطار بالنفع على بعض الزراعات الربيعية، وبعض الخضروات كالبصل والجزر وكذا بعض الأشجار المثمرة، كما سيكون لها الأثر الايجابي خاصة على الفرشة المائية، إذ ستساهم هذه المياه المتدفقة من السماء في تعزيز المخزون المائي في العديد من السدود التلية والأنهار، ناهيك عن تغذية المياه الجوفية التي تضررت خلال السنوات الماضية، خاصة بعد حالات الترقب والخوف التي كانت تهيمن على الساكنة والفلاحين.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات