الإثنين, مارس 10, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيصرخات من الهامش" .. تاشفين يحذر من صمت "مغاربة الهامش" ويعتبره "ناقوس...

صرخات من الهامش” .. تاشفين يحذر من صمت “مغاربة الهامش” ويعتبره “ناقوس خطر



شدد الناشط الحقوقي والباحث في سوسيولوجيا الهوية، سعيد ألعنزي تاشفين، على أن الصمت المطبق في درعة تافيلالت لا ينبغي أن يُقرأ من لدن صناع القرار على أنه مؤشر إيجابي، بل يجب أن يُنظر إليه بقلق بالغ. وأضاف أن التهميش والتأخر في التنمية الذي تعانيه مداشر وقرى الجهة لا يليق بمغرب يستعد لتنظيم كأس إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030، ويخوض نقاشات حاسمة مع القوى العظمى.

وخلال الحلقة الرابعة من برنامج “صرخات من الهامش” الذي يُبث على منصات جريدة “العمق” طيلة شهر رمضان، أكد تاشفين أنه من منظور علم النفس الجماهيري وعلم نفس التنظيمات والسلوكيات التنظيمية وتأويل السلوك العام، سواء الجمعي أو الفردي، لا يمكن اعتبار الصمت مؤشرا إيجابيا. وأضاف أنه في ظل المناخ الديمقراطي العام في المغرب، وبضمانات خطابات الملك، والوثيقة الدستورية، والتراكم الحقوقي الذي تحقق في البلاد، فإن الصمت لا يُعد سلوكًا إيجابيا.

وقال تاشفين: “عندما يتحدث المجتمع، وتُعبر الطاقات المجتمعية عن مواقفها وآرائها، نكون أمام وضعية طبيعية تكشف التزام الأفراد والجماعات بمواكبة الأسئلة والفرضيات العامة في إطار النقاش العمومي”. وأضاف أن “من يعتبر أن الصمت مؤشر إيجابي، يكون قد أساء الفهم. فعندما لا يتحدث المجتمع أو يعبر عن نفسه، رغم الخصاص الكبير في التنمية، والتهميش، ومظاهر البؤس المنتشرة في مدن درعة تافيلالت وقراها ومداشرها، فإن ذلك يدعو للتساؤل. هذه المناطق، للأسف الشديد، تذكرنا بمظاهر مغرب العصور الوسطى، ومع ذلك، لا يتحدث الناس، فما مبرر هذا الصمت؟”.

وأشار إلى أن “سكان درعة تافيلالت تربوا على الكفاف والعفاف. هم أناس يرضون بالقليل، متوكلون على الله، يعملون في العسكر والمخازنية، وفي البناء، وفي الضيعات الفلاحية بأكادير، يمارسون التجارة، ويعتمدون على أنفسهم. يكفي أن تذكر أنك من زاكورة أو بومالن أو الراشيدية أو الريش أو كلميمة، ليقال لك: ‘مرحبا، هؤلاء أناس الله يعمرها دار’. هذا التصور يعكس تمثلات المغاربة عن أخلاق أبناء درعة تافيلالت، لكن هذا لا ينبغي أن يُقرأ بمنطق التبخيس أو الاستصغار لانتظاراتهم”.

وبحسب الناشط الحقوقي بجهة درعة تافيلالت، فإن الصمت الذي يسود في الجهة يحمل دلالات مقلقة. فعندما لا يتحدث البرلمانيون عن حق الجهة في الإنصاف، وعندما تلتزم الطبقة السياسية الصمت، وعندما يعيش المثقف المحلي أزمة اللامعنى وغياب الالتزام، فإن ذلك يمثل أمرًا يجب التوقف عنده بقلق. وأضاف أن هذا الصمت ينذر بعواقب وخيمة، لأن المجتمع بطبيعته يجب أن يُسمِع صوته.

وأشار تاشفين إلى أن ما يقوم به الحقوقيون والمثقفون والفاعلون في المجتمع ليس حربًا أو صراعًا مع الطبقة السياسية، بل هو محاولة إيجابية لاستفزازهم في إطار القانون ووفق ما دعا إليه الملك في أحد خطاباته. حيث تحدث الملك عن ضرورة وجود سلطة وسلطة مضادة، وأهمية المكاشفة بين أبناء الوطن الواحد من أجل تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية.

ويرى ألعنزي تاشفين أن الصمت الكبير المنتشر في درعة تافيلالت لا يُعد أمرا مطمئنا، بل يُثير مخاوفه، لأنه قد يؤدي إلى حالة من اللامعنى. ويضيف أن عندما يصل المجتمع إلى هذه الحالة، يصبح المواطن في موقف يقول فيه: “ماشي شغلي”، “ماكين طريق”، “ندخل داري ونسد الباب”، “لا يهمني الوطن”. وهذا أمر مخيف، لأن المواطن الذي يصرخ ويشارك في النقاش العمومي يكون أكثر اطمئنانًا من المواطن الصامت الذي قد يظل في خلوته مع الله يقول: “منهم لله”، “حسبي الله ونعم الوكيل”، وفي أعماقه يشعر بأنه “ماكين مع من تهضر فهاد البلاد”.

ويتابع ألعنزي تاشفين أن هذا الإحساس بالغبن، إذا استمر، يؤدي في نهاية المطاف إلى لحظة اللامعنى، وهي اللحظة التي أشار إليها الفيلسوف مارتن هايدغر بـ”تشظي الكينونة المضمرة في الفرد”، أي أن الإنسان يفقد اهتمامه بكل شيء ويصبح غارقا في حالة من الفراغ الداخلي، ما يهدد بتفشي اللامبالاة والانعزال عن القضايا العامة.

وتابع الناشط الحقوقي والباحث في سوسيولوجيا الهوية، سعيد ألعنزي تاشفين، قائلاً: “لذلك، يجب أن نتحدث، ويجب أن يتحدث المثقف المحلي، والفاعل الحقوقي، والسياسي، والأعيان، مع احترام ثوابت البلاد: الملكية الدستورية، والوحدة الترابية للمملكة، والإسلام المالكي السني، والخيار الديمقراطي. هذه ثوابت ذهبية تعاقدنا عليها كمغاربة، وتشكل المرجعية التي تؤطر كل نقاشاتنا”.

وأكد تاشفين أن التهميش والتأخر في التنمية، عندما يصل إلى مداشر وقرى مثل أوتربات، ألمزي، بوتسرفين، تونفيت، بومالن دادس، زاكورة، والراشيدية، حيث لا تزال الناس تتنقل على الدواب، وتفتقر إلى الصرف الصحي، والولوج إلى الماء الصالح للشرب، وتعاني من أمراض مثل السل والليشمانيا، فهذا لا يليق بمغرب على موعد مع تنظيم كأس العالم 2030 وكأس إفريقيا 2025، ويرغب في أن يناقش القضايا الكبرى مع القوى العظمى.

وأشار إلى أن هذا الوضع مؤلم جدا، مضيفا: “يجب أن يُحرّك ضمير الحكومة والبرلمان والمجالس المنتخبة والطبقة السياسية، الذين عليهم أن يخافوا الله في هذا الوطن وفي الملك، وأن يتحملوا مسؤولياتهم. فالملك، رغم مرضه، يواصل العمل، في حين أن الطبقة السياسية منشغلة بصراعات فارغة وهدر الزمن التنموي، وكأن الوطن لا يعنيها”.

وشدد تاشفين على أنه “براقش لا ينبغي أن تجني على أهلها”، مشيرا إلى أن براقش هنا هم الساسة والأعيان. وبالنسبة له، يُعتبر صمت درعة تافيلالت مقلقًا وليس مريحًا، مؤكدًا أنه سيظل يصرخ ويواصل النضال في إطار الشرعية والمشروعية، من أجل بلادنا، وثوابتنا، ومن أجل هذا الوطن، انطلاقًا من المدخل المحلي والإقليمي والجهوي.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات