عرفت المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2024) تنفيذ ما مجموعه 143 مشروعا لفائدة المرأة بإقليم سيدي سليمان، استفادت منه أكثر من 43 ألف امرأة من مختلف الفئات العمرية، وذلك بغلاف مالي يناهز 39.73 مليون درهم.
وتم الإعلان عن حصيلة منجزات المبادرة الوطنية خلال حفل نظم اليوم السبت بمقر عمالة إقليم سيدي سليمان، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، برئاسة عامل الإقليم، إدريس روبيو، وبحضور مجموعة من الفاعلين المحليين، من سلطات محلية وأمنية، وممثلي المصالح الخارجية، وفعاليات من المجتمع المدني، إضافة إلى نساء بارزات في مختلف المجالات بالإقليم.
وتشمل مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة المرأة بإقليم سيدي سليمان أربعة برامج، يتعلق البرنامج الأول بتدارك الخصاص على مستوى البنيات والخدمات الأساسية، حيث استفادت 256 امرأة في العالم القروي من أربعة مشاريع همت قطاعي التعليم والصحة، خصوصا تجهيز الداخليات ودور الولادة، بميزانية قدرها 2.4 مليون درهم.
أما البرنامج الثاني المرتبط بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، فيهدف إلى تعزيز حقوق المرأة ومحاربة الهشاشة، حيث استفادت 5594 امرأة وفتاة من 29 مشروعا، بغلاف مالي بلغ 9.17 مليون درهم، خلال الفترة 2019-2024.
وبخصوص البرنامج الثالث الخاص بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، فقد تم دعم 133 امرأة في إطار محوري تعزيز الحس المقاولاتي ودعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بميزانية 13.36 مليون درهم. كما استفادت 971 شابة من خدمات الاستقبال والاستماع والتوجيه عبر منصة الشباب بسيدي سليمان.
وفي ما يتعلق بالبرنامج الرابع المتعلق بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، فقد تضمن محور تعزيز صحة وتغذية الأم والطفل، الذي استفادت في إطاره 27457 امرأة من 18 مشروعا هم ت تجهيز المراكز الصحية، وتوفير سيارات الإسعاف، ودعم الولادة الآمنة، بميزانية 11.69 مليون درهم.
وفي محور تعميم التعليم الأولي ومكافحة الهدر المدرسي، تم تنفيذ 9 مشاريع، استفادت منها 9622 فتاة، بميزانية 3.1 مليون درهم، شملت تجهيز دور الطالبة، وتقديم دروس الدعم في المواد الأساسية، وتنظيم أنشطة موازية لفائدة فتيات العالم القروي. وقد استفادت أكثر من 3000 تلميذة من دروس الدعم والتقوية في مواد الرياضيات والفرنسية، لتحسين مستواهن الدراسي، فضلا عن إحداث وتجهيز مركز التفتح المدرسي لتعزيز قدرات ومهارات التلاميذ داخل الإقليم.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة سيدي سليمان، زهير الوليجي، أنه تجسيدا للرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أولى قضايا المرأة اهتماما خاصا، عملت المملكة، من خلال سياسات وبرامج استراتيجية، على تكريس حقوق النساء، وضمان إدماجهن الفعلي في النسيج الاقتصادي والاجتماعي، بما يعزز مساهمتهن الفاعلة في تطوير المملكة.
وذكر السيد الوليجي، في كلمة باسم عمالة إقليم سيدي سليمان، بالدور المحوري الذي تضطلع به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحقيق هذا الطموح، باعتبارها آلية فاعلة للنهوض بأوضاع المرأة، خاصة في صفوف الفئات التي تعاني من الهشاشة.
وخلص إلى أن الاحتفال بهذا اليوم هو محطة لتقييم ما تحقق من إنجازات واستشراف المستقبل بمزيد من العزم والإصرار على دعم المرأة، انطلاقا من قناعة راسخة بأن المجتمع المتوازن والمتطور هو ذلك الذي يكرس تكافؤ الفرص بين جميع أفراده، رجالا ونساء، ويضمن لهم كافة السبل للنجاح والتميز.
ويهدف هذا الاحتفال، الذي جمع أكثر من 250 امرأة إلى جانب مسؤولين إقليميين ومحليين، إلى تسليط الضوء على أهمية تمكين المرأة اجتماعيا واقتصاديا، باعتبار ذلك رافعة أساسية لتحسين ظروف عيشها، وانعكاسه الإيجابي على الأسرة والمجتمع، حيث يعد دعم المرأة عنصرا حاسما في تحقيق التنمية البشرية المستدامة بالمملكة
وبهذه المناسبة، أشرف عامل الإقليم على تكريم مجموعة من النساء الفاعلات بإقليم سيدي سليمان، تثمينا وعرفانا بجهودهن في مختلف المجالات. كما شهد الحفل تقديم شهادات حية وعرض كبسولات توثيقية لبعض المستفيدات من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ضمن برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب في الوسط القروي، وخاصة محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.