هبة بريس ـ الدار البيضاء
قررت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من خلال برنامج خطة تسديد التبليغ في مساجد المملكة أن تخصص خطبة الجمعة لهذا الأسبوع الموافق للسادس من شهر رمضان حول أهمية الصيام في حفط الجوارح و أداء الفرائض و النوافل.
و حسب مضمون الخطبة التي توصل بها الخطباء، فإن من مواسم الخيرات، التي تتنزل فيها النفحات، شهر رمضان المبارك، ميزه ربنا سبحانه وتعالى عن باقي الشهور بصوم نهاره وقيام ليله، والإقبال على القرآن، ونوافل الطاعات والقربات.
وبهذا يكون شهر رمضان من بين الشهور وقتا مباركا عظيم الأجر والمثوبة، يغتنمه المؤمن فيسعى لنيل محبة الله تعالى، أداءا للفرائض والنوافل، صياما بالنهار، وقياما بالليل، ويكفي في فضل صيام رمضان وقيامه قول النَّبي ﷺ: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وما قيل في اغتنام شهر الصيام يقال في اغتنام أوقات الصلاة، وأوقات الحج، والأشهر الحرم، ويوم الجمعة، ووقت السحر، وسائر الأوقات الشريفة.
وكما ينمى الإيمان بالزمن الفاضل، يقوى كذلك بالأماكن الفاضلة التي تضاعف فيها الأجور، وتوقظ العبد من الغفلة، وتعود به إلى ربه سبحانه وتعالى؛ كارتياد المساجد، ومجالس الذكر والعلم، لما روى البخاري تعليقا عن معاذ بن جبل، رضي الله عنه، أنه كان يقول: “جلس بنا نؤمن ساعة”.
و لله في أيام دهره لنفحات تصرف فيها الأوقات والأنفاس، وتغتنم بها مواسم الخيرات لدى أولي الألباب من الناس، ويتقوى بها الإيمان؛ هذه الأيام المباركات لشهر الصيام، المخصوص بمزايا لم تكن لغيره من الشهور، كما جاء عن النَّبي ﷺ إذ يقول: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشَّياطين».
ومما تعمر به أيام رمضان ولياليه: تلاوة القرآن وتدبر معانيه، واستجلاء ما تضمن من أحكام، وحكم، وقصص، وعبر، فتتنزل بذلك الرحمة، والسكينة، والملائكة، ويجزى الذاكر بكونه مذكورا في الملأ الأعلى من قبل رب العالمين جل ذكره، واقتداء بالرسول ﷺ، لما روى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة».
وإن من أهداف الصيام وغاياته أن يتعاهد المؤمن جوارحه بالحفظ والرعاية، وأن يهذب نفسه من الشهوات ويطهرها من الشبهات، فيتعلم وهو صائم؛ غض البصر، وحفظ اللسان، وسلامة الصدر، وكف الأذى عن الناس، والصبر على الطاعة فعلا، وعلى المعصية تركا، وهذه من ثمار الصيام الجليلة المفيدة للفرد والجماعة، والمسهمة في إسعاد المجتمع ليعيش حياة طيبة، يأمن فيها الناس على أعراضهم، وأنفسهم، وأموالهم.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X