الأحد, مارس 9, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالتعبئة الشبابية لأحزاب الأغلبية.. تفعيل لدور التأطير أم استغلال في حملات انتخابية...

التعبئة الشبابية لأحزاب الأغلبية.. تفعيل لدور التأطير أم استغلال في حملات انتخابية مبكرة؟



في ظل التحديات السياسية والاجتماعية التي يواجهها المغرب، أطلقت أحزاب الأغلبية، مبادرات شبابية تهدف إلى إشراك الشباب في الحياة السياسية وصياغة السياسات العمومية. هذه المبادرات، التي تأتي في وقت مبكر قبل الانتخابات التشريعية المقررة في شتنبر 2026، تطرح تساؤلات حول دوافعها، حول ما إن كانت محاولة جادة لتفعيل دور الشباب في التأطير السياسي، أم مجرد استغلال لهذه الفئة في حملات انتخابية مبكرة؟

وفيما أطلق حزب الأصالة والمعاصرة، مبادرة تحت عنوان “جيل 2030″، تهدف إلى إشراك الشباب المغربي في صياغة السياسات العمومية وتمكينهم من لعب دور فاعل في التحولات المجتمعية التي تشهدها المملكة، تعهد قبله الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة بإطلاق أوراش في جميع أنحاء المملكة من أجل جمع آراء الشباب ومناقشة قضاياهم بشكل ديمقراطي، وذلك بهدف صياغة تعاقد جديد مع هذه الفئة الهامة.

في هذا السياق لفت الباحث في الدراسات السياسية والقانونية، علي ارجدال، إلى أن ما تعرفه الساحة السياسية المغربية في الآونة الأخيرة من تغييرات واضحة في تعاطي الأحزاب السياسية مع الشباب، يمكن تحليله في إطار ديناميكيات متعددة تتشابك فيها الحاجة إلى الاستقطاب السياسي، وتحديات العزوف من الانتخاب، وأيضا استراتيجيات التسويق السياسي، فضلاً عن السياق الانتخابي الذي يتجدد مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026.

وأوضح ارجدال في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن تزايد حرص الأحزاب السياسية المغربية على استقطاب الشباب ليس مسألة طارئة، بل هو تعبير عن إدراك متزايد لدى الفاعلين السياسيين بمكانة هذه الفئة، ليس فقط باعتبارها خزّانًا انتخابيًا ذا تأثير، ولكن أيضًا بوصفها رهانًا حاسمًا في شرعية تمثيل الأحزاب واستطاعتها مواكبة التحولات المجتمعية الطارئة.

غير أن هذه الدينامية، يضيف المتحدث ذاته، دائما ما تثير تساؤلات جوهرية حول مدى مصداقية هذه المبادرات، وما إذا كانت تعكس تغيرا حقيقيًا في البنية الحزبية، أم أنها مجرد استجابة تكتيكية ترتبط بالسياق الانتخابي المقبل.

وتابع المتحدث ذاته أنه “في هذا الإطار، يمكن قراءة تركيز الأحزاب لخطاباتها الموجهة للشباب في سياق نظرية “الفرصة السياسية إذ تسعى التنظيمات السياسية إلى الاستفادة من اللحظة الراهنة لإعادة بناء صورتها وتقوية مكانتها عبر توجيه خطاب يراهن على التغيير والإصلاح، وفي سياق يتسم بتزايد معدلات البطالة في صفوف الشباب وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، قد تجد الأحزاب السياسية هذل بمثابة فرصة مناسبة لإعادة إنتاج خطاب الوعود، كمحاولة لاستمالة فئة تشعر بالإقصاء من الفضاء السياسي والاجتماعي”، وفق تعبيره.

واستطرد قائلا: “غير أنه من اللافت للنظر أن استراتيجيات هذه الأحزاب لا تتوقف عند مجرد الخطاب، بل تمتد إلى محاولات إعادة الهيكلة الداخلية، وذلك من خلال فتح المجال أمام الوجوه الشابة داخل التنظيمات الموازية، وهو ما يمكن اعتباره أحيانا يندرج ضمن منطق “تجديد النخب” والذي أصبح أمرا ضروريًا للحفاظ على استمرارية المؤسسات الحزبية نفسها”.

وأشار إلى أن “السؤال الجوهري هنا يكمن فيما إذا كان هذا التوجه يرمي فعلًا لإحياء العمل السياسي، أم أنه مجرد تكتيك لإضفاء نوع من الجاذبية على الفاعلين السياسيين في أفق الانتخابات القادمة”.

وشدد على أنه “لا يمكن تجاهل البعد التنافسي بين الأحزاب السياسية، حيث أصبح استقطاب الشباب ورقة أساسية في معادلة التسويق السياسي، وبالخصوص في ظل تنامي تصورات سلبية حول الفعل الحزبي وعدم جديته”.

وأبرز أرجدال أن “توظيف خطابات أو رسائل موجهة للشباب لا يعني بالضرورة تحولات جوهرية في العقيدة السياسية للأحزاب، بل قد يكون أداة لإعادة التموقع في المشهد السياسي، وإثبات القدرة على قيادة المرحلة المقبلة، سواء أمام الناخبين أو الجهات الفاعلة في صناعة القرار”.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات