مع اقتراب موعد إعلان وليد الركراكي عن قائمة المنتخب المغربي لمعسكر مارس المقبل، يترقب عشاق الكرة المغربية بشغف الأسماء التي ستتم دعوتها للمشاركة في المواجهتين الحاسمتين ضد النيجر وتنزانيا، ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال 2026.
هذا الترقب لا يقتصر فقط على الجماهير، بل يشمل أيضًا العديد من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية الذين يأملون في نيل ثقة الناخب الوطني وتمثيل “أسود الأطلس” في الاستحقاقات المقبلة.
في إطار تحضيراته لهذه المرحلة الحاسمة، استغل وليد الركراكي وجوده في فرنسا لمتابعة المباراة القوية التي جمعت باريس سان جيرمان بليفربول الإنجليزي، حيث ركز بشكل خاص على أداء نجمه أشرف حكيمي، الذي يعد أحد الركائز الأساسية في تشكيلة المنتخب المغربي.
الركراكي أراد الوقوف عن كثب على جاهزية الظهير الطائر لنادي باريس سان جيرمان، خاصة مع توالي التحديات التي تنتظر الأسود في الفترة المقبلة.
لكن زيارة الركراكي لفرنسا لم تقتصر فقط على متابعة حكيمي، بل كانت تحمل أهدافًا أخرى، أبرزها إقناع المواهب المغربية الشابة المتألقة في الملاعب الأوروبية بحسم اختياراتهم الدولية لصالح المغرب.
من بين هؤلاء أيوب بوعدي، لاعب خط وسط نادي ليل الفرنسي، وبلال ندير، نجم أولمبيك مارسيليا. الثنائي الشاب أظهر إمكانيات كبيرة في الدوري الفرنسي، ما جعلهما محط اهتمام العديد من المنتخبات، لكن الركراكي يسعى لحسم قرارهما لصالح “أسود الأطلس” قبل فوات الأوان.
وبات أيوب بوعدي، الذي سطع نجمه في الآونة الأخيرة بقميص منتخب فرنسا لأقل من 20 سنة، مطلبًا جماهيريًا لدى المغاربة الذين يرون فيه مستقبل وسط ميدان المنتخب الوطني.
اللاعب الشاب يتمتع بمهارات فنية كبيرة وقدرة على التحكم في إيقاع اللعب، مما يجعله إضافة قوية لكتيبة الركراكي، خاصة في ظل الحاجة إلى تعزيز خط الوسط بلاعبين قادرين على تقديم الإضافة في الاستحقاقات القارية والعالمية.
بوعدي تألق هذا الموسم مع نادي ليل، حيث خاض 19 مباراة في الدوري الفرنسي و8 مباريات في دوري أبطال أوروبا، ليصبح من بين الأسماء الواعدة في الكرة الفرنسية.
عقده مع ليل يمتد حتى يونيو 2027، وهو ما يعكس ثقة ناديه الكبيرة في موهبته وقدرته على التطور.
رغم الإغراءات التي تحيط باللاعبين مزدوجي الجنسية، يظل موقف وليد الركراكي واضحًا وحاسمًا في هذا الملف، إذ شدد مرارًا على أنه لن يضم إلى المنتخب الوطني سوى اللاعبين الذين يعبرون علنًا عن رغبتهم الصادقة في تمثيل المغرب.
بالنسبة له، الدفاع عن ألوان “أسود الأطلس” ليس مجرد خيار رياضي، بل هو التزام وشرف يتطلب إخلاصًا كاملًا دون تردد أو مساومة.
الركراكي، الذي أثبت شخصيته القوية منذ توليه تدريب المنتخب المغربي، أكد في أكثر من مناسبة أن المنتخب ليس ساحة للمساومة أو الابتزاز، مشددًا على أن من لا يملك الرغبة الحقيقية في حمل القميص الوطني، فالأبواب ستظل مغلقة أمامه.
هذا النهج الحازم ينسجم مع السياسة الجديدة التي ينتهجها الاتحاد المغربي لكرة القدم، والتي تهدف إلى بناء منتخب تنافسي يعتمد على لاعبين يمتلكون الانتماء والرغبة في رفع راية بلدهم في المحافل الدولية.
مع اقتراب موعد الحسم في قائمة معسكر مارس، سيظل الشارع الكروي المغربي متابعًا بشغف لكل التطورات، في انتظار أن يكشف وليد الركراكي عن خياراته النهائية.
وبينما يواصل المنتخب المغربي رحلته نحو مونديال 2026، يبقى التحدي الأكبر هو تكوين مجموعة متجانسة، قادرة على مواصلة التألق وتحقيق الإنجازات التي تليق بطموحات الجماهير المغربية.