بدا “إيمانويل ماكرون” غاضبًا مساء أمس الأربعاء وهو يخاطب الشعب الفرنسي: “أمننا في خطر”، في إشارة منه إلى تخلي الولايات المتحدة عن أوروبا في الأزمة الأوكرانية الراهنة.
ماكرون، في خطابه عشية انعقاد المجلس الأوروبي في بروكسل، والذي يُعد حاسمًا لمستقبل أوكرانيا بعد وقف واشنطن مساعداتها لكييف، شدد على أن تهديدات روسيا تطال كل أوروبا وليس أوكرانيا وحدها، متهمًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل في انتخابات الدول الأوروبية، وبأن روسيا تسعى إلى زيادة أعداد جيوشها وعتادها القتالي بشكل كبير خلال السنوات الخمس المقبلة. كما أكد عزمه اتخاذ قرارات عسكرية جوهرية وشجاعة خلال اجتماع أوروبا، مشيرًا إلى أن فرنسا عازمة على زيادة إنتاج الذخائر في الاتحاد الأوروبي، وإلى أن الجيش الفرنسي يُعد الأكثر فاعلية في أوروبا في الوقت الراهن.
اقتصاديًا، أكد ماكرون أن على أوروبا الاعتماد على نفسها، معتبرًا أن الرسوم الأميركية يجب أن تُردع، وداعيًا المؤسسات الفرنسية إلى تقديم “الحلول” لتعزيز الاقتصاد. كما شدد على أن لأوروبا قدرات كبيرة لمواجهة أي تحدٍّ عالمي. ثم عاد للحديث عن الأزمة الأوكرانية، موضحًا أن هناك خطة سلام يتم تجهيزها في أوكرانيا، وأن على الدول الأوروبية الاستعداد لأوروبا “دون دعم أميركي”.
فهل سينجح ماكرون ومعه أوروبا في مواصلة دعم أوكرانيا لتكون أقوى في المفاوضات، كما قال هو نفسه؟ أم أن سياسة العالم تُحدد في واشنطن وليس في غيرها؟
