في مشهد يعكس فوضى الإعلام الرقمي بالمغرب، انتشرت أخبار مفادها أن الملياردير محمد بوزوبع، رئيس مجموعة TGCC للبناء، قد استحوذ على حصة كبيرة من أسهم المغرب الفاسي. غير أن الحقيقة – وفق مصادر موثوقة – تبدو بعيدة كل البعد عن هذه الرواية، إذ أن ما يتم تداوله ليس سوى محض شائعات يغذيها غياب المعلومة الدقيقة وانتشار الصفحات غير الرسمية التي تحترف صناعة الإثارة.
يبدو أن المغرب الفاسي، أحد أعرق الأندية الوطنية، بات رهينة لمنطق الفوضى الإعلامية، حيث تتحول الإشاعات إلى وقود يغذي طموحات الجماهير المتعطشة لأي خبر يوحي بالتغيير.
ولكن، من يقف وراء هذه الحملة؟ ومن المستفيد من نشر أخبار غير صحيحة حول استثمار رجل أعمال في الفريق؟
في حقيقة الأمر، العلاقة بين بوزوبع والمغرب الفاسي ليست جديدة، فشركته TGCC كانت ولا تزال أحد الممولين الرسميين للنادي، وهي علاقة رعاية تجارية أكثر منها مشروع استثماري لشراء الأسهم. ولكن الفرق بين الرعاية والاستحواذ لا يبدو مهمًا في قاموس بعض الصفحات الفيسبوكية، التي يديرها هواة أو ربما مراهقون، لا يدركون خطورة نشر الأخبار دون تحقق.
الواقع أن كرة القدم المغربية لم تعد محصنة ضد المد الرقمي الذي يحركه الإثارة أكثر من المعلومة الدقيقة. وبات واضحًا أن بعض الجماهير، في ظل غياب استراتيجيات تواصل فعالة من طرف الأندية، أصبحت ضحية لتدفق هائل من المعلومات المغلوطة. وهنا، يتحمل الإعلام الرياضي الجاد مسؤولية كبيرة في تصحيح المسار، عبر تقديم أخبار دقيقة تستند إلى مصادر موثوقة بدل ترك الفراغ ليملأه الوهم.
أما على مستوى الأندية، فالمطلوب هو التواصل الاستباقي والشفاف، لتجنب أن تصبح الفرق أداة في أيدي مروجي الإشاعات. لأن بقاء الجماهير رهينة لأخبار وهمية، لن يؤدي إلا لمزيد من الاحتقان والإحباط، وربما فقدان الثقة في الإدارة واللاعبين.
ختامًا، الاستثمار الحقيقي الذي تحتاجه الكرة المغربية اليوم، ليس في شراء أسهم الأندية فقط، بل في بناء وعي جماهيري يحصّن نفسه ضد الأخبار الزائفة، ويدرك أن النجاح لا يتحقق بالوهم، بل بالعمل والتخطيط.
