في رحلة كفاح وصعود من العدم، واصل الدولي المغربي أيوب الكعبي تحقيق الأحلام التي بدت يوماً مستحيلة، ليصبح الآن أحد ألمع نجوم كرة القدم في الساحة العالمية، وهدافاً يتصدر ترتيب أفضل هدافي العالم لعام 2024.
بفضل أدائه المبهر مع ناديه أولمبياكوس اليوناني، نجح الكعبي في تسجيل 18 هدفاً بين بداية يناير ونهاية أكتوبر، متفوقاً على نجوم بارزين في كرة القدم العالمية، ليصبح اسمه مرادفاً للطموح والإصرار.
ولكن خلف هذا النجاح الباهر، تكمن قصة أكثر عمقاً وإلهاماً. قصة بدأت من أحياء فقيرة في المغرب، حيث كان أيوب مجرد طفل يحمل حلماً كبيراً. ف
ي حديث مفتوح مع اليوتيوبر المغربي طه إيسو، قدم الكعبي نظرة نادرة على كفاحه الشخصي، وتحدث عن طفولة لم تكن سهلة، مليئة بالتحديات المالية والاجتماعية.
وقال الكعبي، بصراحة مؤثرة، إنه لم يكن موفقاً في الدراسة لأن تفكيره كان دائماً موجهاً نحو كرة القدم.
وفي سن مبكرة، اضطر الكعبي للعمل في وظائف شاقة وغير تقليدية لطفل، من بينها تنظيف القبور، النجارة، وحتى حفر الحفر.
هذه الأعمال، حسب الكعبي، كانت الوسيلة الوحيدة التي تمكن من خلالها من توفير المال لشراء حذاء رياضي والالتحاق بالتدريبات.
لم تكن فقط مسألة تمويل مسيرته الرياضية، بل كانت أيضاً وسيلة لمساعدة والديه اللذين كانا يعيشان في ظروف مادية صعبة.
الكعبي، الذي لم ينس جذوره، تحدث عن هذه الفترة بفخر: “لقد اشتغلت في البناء مثل والدي، وصبرت كثيراً في صغري، وكنت أساعد والدي في كل شيء”.
مع كل تلك العقبات، لم يفقد الكعبي عزيمته. بل على العكس، تلك التجارب الصعبة صقلته، وحولته إلى المهاجم الذي يعرفه العالم اليوم.