اتخذ المغرب قرارًا بوقف استيراد الحبوب العلفية من ألمانيا، في خطوة احترازية تهدف إلى حماية القطيع الوطني، بعد تسجيل تفشٍّ لمرض الحمى القلاعية في هذا البلد الأوروبي، وفق ما أعلنه عمر يعقوبي، رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار الحبوب، أمس الخميس في تصريح لوكالة “رويترز”.
وأكد يعقوبي أن القرار يشمل جميع الأعلاف النباتية غير المعالجة المخصصة لاستهلاك الحيوانات، وذلك في إطار التدابير الوقائية التي تبنتها المملكة للحفاظ على سلامة الماشية الوطنية، لا سيما بعد إعلان السلطات الألمانية عن تسجيل أول إصابة بالمرض منذ نحو 40 عامًا.
ونقلًا عن مصدر في المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، فإن الواردات العلفية من ألمانيا قد تم تعليقها مؤقتًا إلى حين تقديم ضمانات رسمية تؤكد خلو المناطق المصدرة من الفيروس، أو إعلان السلطات البيطرية الألمانية القضاء على التفشي الحالي.
وكانت ألمانيا قد أعلنت، في 10 يناير الجاري، عن تسجيل أول إصابة بمرض الحمى القلاعية داخل قطيع من جاموس الماء في منطقة براندنبورغ، القريبة من العاصمة برلين. وبرغم عدم تسجيل حالات أخرى حتى الآن، إلا أن هذا التطور دفع العديد من الدول، بما فيها بريطانيا، إلى فرض قيود على المنتجات الحيوانية الألمانية.
ووفقًا لمصادر تجارية نقلتها “رويترز”، فقد بدأ المغرب بالفعل في تعويض الإمدادات الألمانية من الشعير العلفي عبر استيراد شحنات بديلة من فرنسا. كما أشارت المصادر إلى أن شحنة من الشعير الألماني، كانت مخصصة في الأصل للمملكة، سيتم تصديرها إلى تونس بعد تغيير وجهتها.
ويمثل فقدان ألمانيا لوضعها كدولة خالية من الحمى القلاعية ضربة للصادرات الزراعية الألمانية، حيث لم تعد قادرة على تصدير العديد من منتجاتها الحيوانية والنباتية إلى خارج الاتحاد الأوروبي، وفق ما أكدته وزارة الزراعة الألمانية.
يُذكر أن المغرب لم يسجل أي تفشٍّ للحمى القلاعية منذ عام 2019، ما يعكس نجاح استراتيجيته في مجال الأمن الصحي الحيواني. ويواصل المكتب الوطني للسلامة الصحية تنفيذ برامج التلقيح الدورية لحماية الماشية، إضافة إلى مراقبة صارمة للواردات من الأعلاف والمنتجات الحيوانية لمنع دخول أي أمراض قد تهدد الثروة الحيوانية الوطنية.