حالات وفاة جديدة شهدتها مناطق شمال المملكة جراء داء الحصبة أو ما يطلق عليه المغاربة في التداول الشعبي “بوحمرون”.
ووفق المعطيات المتداولة من قبل بعض الهيئات النقابية الصحية بالشمال، فقد سجلت حالتي وفاة الأولى لخمسيني والثانية لطفلة عمرها 17 سنة، وهما مع كانا يعانيان من أمراض مزمنة لم ينفع معها التدخلات الطبية.
تزايد حالات الوفيات يزيد من إثارة الكثير من الرعب في صفوف المجتمع المغربي، ولاسيما الأمهات والآباء الذين يتخوفون من أن يطال هذا الداء الذي تحول إلى وباء، أطفالهم في المدارس.
الأكثر من ذلك، بات بعض الآباء يفكرون في منع أبنائهم من ولوج المدرسة في الأيام المقبلة إلى حين أن تتضع الصورة والمعطيات بخصوص ما ستفعله وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بخصوص هذا الداء.
مسار الوباء..
ويشهد المغرب تفشيًا غير مسبوق لمرض الحصبة، المعروف بـ”بوحمرون”، حيث سُجلت أكثر من 25 ألف إصابة و120 حالة وفاة منذ شتنبر 2023.
هذا الارتفاع الحاد في عدد الحالات دفع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى إعلان تحول المرض إلى وباء.
وأثار هذا الوضع قلقًا واسعًا وانتقادات من قبل النقابات والهيئات الصحية، التي انتقدت غياب التدابير الاستباقية من طرف الوزارة، رغم التحذيرات المتكررة من منظمة الصحة العالمية منذ عام 2023.
ودعت هذه الجهات إلى إعلان حالة طوارئ صحية وتفعيل استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة انتشار المرض، تشمل تعزيز جهود التلقيح ومكافحة سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والفئات الهشة.
من جانبها، شددت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة على ضرورة وضع خطة عمل عاجلة لحماية الأطفال والفئات الضعيفة من هذا الوباء القاتل، الذي يشكل تهديدًا للصحة العامة.
في هذا السياق، دعا خبراء الصحة إلى تعزيز حملات التلقيح والتوعية بأهمية الوقاية، مؤكدين أن التلقيح يشكل الحل الوحيد لوقف انتشار الفيروس. كما طالبوا بتفعيل استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى الحد من تفاقم الأزمة الصحية، وتشمل تعاونًا بين قطاعات الصحة والتعليم والداخلية لضمان التنسيق الفعّال في مواجهة هذا الوباء.
وتتواصل الدعوات من مختلف الجهات لاتخاذ إجراءات عاجلة وفعّالة للحد من انتشار هذا الوباء وحماية صحة المواطنين، خاصة الأطفال والفئات الأكثر عرضة للخطر.
ودعت بعض النقابات، ومنها نقابة الجامعة الوطنية للصحة، التي أعلنت عن سلسلة من الاحتجاجات ولاسيما بمدن الشمال، الفنيدق خصوصا، تبتدئ من 5 فبراير المقبل وتستمر ايام 13 و20 و26 فبراير من أجل الضغط على الحكومة لاتخاذ اجراءات عاجلة تحمي المغاربة من الوباء.
وكان وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، كشف أن عدد الوفيات نتيجة مضاعفات مرض الحصبة منذ أكتوبر 2023، تجاوز 107 حالة، أي ما نسبه 0.55 بالمئة من مجموع الاصابات. وأوضح أن أكثر من نصف هذه الوفيات سجلت في صفوف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة.