وجهت النائبة البرلمانية عن الفريق الحركي، فاطمة ياسين، انتقادات لاذعة للحكومة خلال الجلسة العمومية للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة إلى رئيس الحكومة، معتبرة أن أداءها لم يرقَ إلى تطلعات المغاربة، خصوصاً في قطاع السياحة، الذي يعاني من عدة اختلالات هيكلية رغم المؤهلات الكبيرة التي يمتلكها المغرب.
وأكدت ياسين في مداخلتها أن الحضور الوازن لمكونات الحكومة خلال الجلسة يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الأمر يتعلق بمؤشرات على حدوث انفراج سياسي، أم أنه مجرد استعراض للقوة. وأضافت أن المعارضة، رغم اختلافها مع الحكومة، كانت تأمل في نجاحها لأن ذلك يصب في مصلحة الوطن، غير أن الحصيلة الحالية مخيبة للآمال في مختلف المجالات، رغم أن الحكومة حملت شعار “حكومة الكفاءات”.
وفي حديثها عن قطاع السياحة، انتقدت ياسين غياب رؤية شاملة لتنمية هذا القطاع الحيوي، معتبرة أنه لا يمكن تبرير الإخفاقات بعوامل خارجية مثل الجفاف أو الظروف المناخية، خاصة وأن المغرب يتوفر على إمكانيات هائلة تؤهله ليكون وجهة سياحية عالمية. وأشارت إلى أن القطاع السياحي يعاني من تضخم الضرائب، حيث يخضع لـ17 ضريبة، وهو رقم غير معقول في ظل غياب توزيع عادل للعبء الضريبي بين مختلف الجهات.
وتطرقت النائبة إلى الإشكالات التي تواجه بعض الأقاليم السياحية، مشيرة إلى التفاوت الواضح في توفر الرحلات الجوية، حيث تعاني بعض المناطق، مثل أزرو، من ضعف الرحلات وارتفاع أسعارها، مما يؤثر على تدفق السياح، خاصة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذين يشكلون نسبة مهمة من الزوار.
وفيما يخص النقل السياحي، أبرزت ياسين استمرار العشوائية في هذا المجال، وغياب الدعم الحكومي اللازم لتأهيل وتطوير أسطول النقل السياحي. كما أشارت إلى المشاكل التي يعاني منها العاملون في قطاع السياحة الصحراوية، مثل أصحاب الجمال، الذين لم يستفيدوا من أي دعم خلال أزمة كوفيد-19، ويجدون أنفسهم اليوم مضطرين لدفع تكاليف العلف بأسعار مرتفعة دون أي تدخل حكومي لإنقاذهم.
ولم تغفل النائبة الحديث عن الاختلالات التي تعاني منها وكالات الأسفار بسبب انتشار الدخلاء والسماسرة، مما يضر بالمنافسة العادلة داخل القطاع. كما انتقدت استمرار عزلة بعض المناطق السياحية، مثل جهة درعة تافيلالت، بسبب غياب مشاريع بنية تحتية ضرورية مثل نفق تيشكا، داعية إلى الإسراع في تنفيذ مشاريع تعزز الارتباط بين مختلف الوجهات السياحية الوطنية.
وختمت ياسين مداخلتها بالتأكيد على أن السياحة تعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية وتوفير النقد الأجنبي، لكنها تحتاج إلى تسويق وترويج فعّال، داعية إلى إطلاق مبادرات بسيطة وفعالة مثل حملة “زوروني في المغرب”. كما شددت على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لدعم المقاولات السياحية التي تواجه شبح الإفلاس، والحد من تسريح العمال بسبب الديون المتراكمة، مع العمل على إصلاح وتطوير النقل الجوي والبحري لضمان استدامة القطاع السياحي.
المصدر : فاس نيوز