في خطوة تعكس تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب والصين، تم إطلاق خطين جويين مباشرَين بين الدار البيضاء والمدينتين الصينيتين بكين وشنغهاي، مما يشكل نقلة نوعية في التعاون السياحي والاقتصادي بين البلدين.
واستأنفت الخطوط الملكية المغربية يوم الثلاثاء الماضي رحلاتها المباشرة بين الدار البيضاء وبكين بعد توقف دام خمس سنوات نتيجة جائحة كوفيد-19، حيث وصلت أول رحلة إلى مطار بكين داشينغ الدولي وعلى متنها 291 راكبًا.
بالموازاة، أطلقت شركة “شنغهاي إيرلاينز”، التابعة لمجموعة “إيسترن إيرلاينز” الصينية، أولى رحلاتها المباشرة بين شنغهاي والدار البيضاء، واستُقبلت الرحلة بـ”تحية مائية تقليدية” في مطار محمد الخامس الدولي، حيث تقل 237 راكبًا.
وتزامن افتتاح الخطين مع احتفالات رأس السنة الصينية، وهي فترة تُعرف بحركة سفر كثيفة عالميًا. وقد أكدت وسائل إعلام صينية مثل “غلوبال تايمز” و”تشاينا ديلي” أهمية هذه الخطوط في تعزيز التبادل السياحي بين البلدين، حيث يُتوقع أن يُشكّل السياح الدوليون 80% من حركة الركاب على هذا الخط.
كما شددت وكالة “شينخوا” الصينية على تنامي الاهتمام بالسياحة المغربية، مشيرة إلى تفاعل واسع على المنصات الرقمية حول المغرب كوجهة تجمع بين البحر والصحراء.
وكثف المكتب الوطني المغربي للسياحة من جهوده للترويج للوجهة المغربية في السوق الصينية، حيث شارك في معارض وفعاليات ترويجية كبرى، ونظم أحداثًا في مدن بكين وشنغهاي وقوانغتشو. كما أطلق المكتب حسابات جديدة على منصات التواصل الاجتماعي الصينية، مثل “ويتشات” و”ريد”، لتقريب الثقافة والسياحة المغربية من الجمهور الصيني.
في السياق ذاته، وقعت الخطوط الملكية المغربية اتفاقيات مع وكالات السفر الصينية لضمان الاستخدام الأمثل للرحلات، مع خطط لزيادة وتيرة الرحلات بين الدار البيضاء وبكين من ثلاث إلى سبع رحلات أسبوعيًا.
وأكد السفير المغربي في الصين، عبد القادر الأنصاري، أن هذه الخطوط الجوية المباشرة تعزز دينامية العلاقات الثنائية بين المغرب والصين، مشيرًا إلى أهمية مطار الدار البيضاء كمحور استراتيجي يربط القارات الأربع.
وتأتي هذه التطورات في وقت يستعد فيه المغرب لاستضافة فعاليات رياضية كبرى، مثل كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، ما يعزز من جاذبية المملكة كوجهة سياحية واقتصادية رئيسية على الساحة الدولية.