عاد جبريل الرجوب، وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفلسطينية وأمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح”، ليثير الجدل حول حقيقة الموقف الفلسطيني من قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، بعدما نفى إدلاءه بأيّ تصريح مؤيد لمغربية الصحراء على خلفية لقاء جمعه بالسفير المغربي في فلسطين، خلافا لما تم تداوله.
نفيُ الرجوب، الذي اعتبر من خلاله أن التصريحات المنسوبة إليه حول مغربية الصحراء “غير دقيقة ولم تصدر عنه”، جاء على خلفية نشر وكالة الأنباء الفلسطينية لقصاصة تتعلق بلقاء له مع السفير المغربي لدى دولة فلسطين، هنأ من خلاله المغرب على نيله شرف استضافة كأس العالم 2030، ونوّه بالإمكانيات اللوجستية التي تتوفر عليها المملكة على هذا المستوى، من “طنجة إلى الكويرة”، قبل أن تقدم وكالة الأنباء ذاتها على تصويب منشورها بحذف هذه العبارة الأخيرة التي تحيل على سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
ويعيد تبرؤ المسؤول الفلسطيني سالف الذكر من إدلائه بأيّ تصريح داعم لسيادة المغرب على صحرائه إلى الأذهان مواقفه السابقة حول ملف الوحدة الترابية للمملكة، حيث أكد في حوار سابق مع إحدى وسائل الإعلام الجزائرية أن “الموقف الجزائري بالاحتكام إلى الاستفتاء والحوار مع الأشقاء وإقصاء وإبعاد أعداء الجزائر والمغرب هو الخيار أو النهج الصحيح”، حسب تعبيره.
وانتقد وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفلسطينية وأمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” ما اعتبرته “استعمال المغرب لإسرائيل كفزاعة”، مضيفا في التصريح ذاته: “الاتكاء على إسرائيل أو حتى على الولايات المتحدة الأمريكية لتصير الصحراء مغربية أو جزائرية.. أعتقد أن اللجوء إلى الإسرائيليين أو أن إسرائيل يمكن أن تكون مصدر قوة لأحد أو إضعاف أحد غير صحيح ولن يكون”، بتعبيره دائما.
ودأب الرأي العام المغربي على خروج بعض المسؤولين الفلسطينيين، خاصة أولئك الذين تربطهم علاقات جيدة مع النظام في الجزائر، بتصريحات معادية للقضية الوطنية ومستفزة لمشاعر المغاربة الذين ظلوا داعمين تاريخيا لعدالة قضية الفلسطينيين وحقهم في إقامته دولتهم المستقلة، إذ تثير مثل هذه التصريحات المتحيزة للطرح الانفصالي في الصحراء تساؤلات حول دوافعها وحول ما إن كانت تعبر عن الموقف الرسمي الفلسطيني أم أنها مجرد اجتهادات فردية يبتغي أصحابها استرضاء جهات معينة.
في هذا الصدد، اعتبر مصدر مسؤول داخل منظمة التحرير الفلسطينية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “طبيعة العلاقات التاريخية بين المغرب وفلسطين لا يمكن أن تهزها أية تصريحات أو مواقف مهما كانت؛ لأنها علاقات عميقة ومتجذرة منذ مئات السنين”.
وأوضح المصدر ذاته أن “موقف السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي تضم أغلب الفصائل وتعد الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، هو موقف واضح ورسمي يتمثل في دعم سيادة المغرب على الصحراء والدفع بتسوية هذا النزاع على أساس مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحته الرباط”.
وشدد على أن “فلسطين تفتخر كثيرا باختبار المملكة المغربية إلى جانب إسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم سنة 2030؛ وهذا شرف لكل العرب. كما تدعم حق المغرب السيادي في تنظيم هذه البطولة العالمية على ملاعبه، وفي المدن التي يختارها هو ويراه مناسبة؛ بما في ذلك مدن الصحراء المغربية”.
وطلبت جريدة هسبريس الإلكترونية توضيحات في هذا الشأن من حركة حركة “فتح” التي يشغل الرجوب منصب أمير سر لجنتها المركزية، وأكدت على لسان ناطقها الرسمي، أن “هذا الموضوع يحظى بمتابعة من قيادة الحركة وسيكون هناك تواصل عبر قنواتنا الرسمية مع المملكة المغربية الشقيقة والعزيزة”، بتعبيره.