تعيش العديد من المدن المغربية حالة من القلق بعد الارتفاع الكبير في عدد الوفيات الناتجة عن مرض بوحمرون (الحصبة)، حيث أكدت وزارة الصحة تسجيل 120 حالة وفاة، معظمها في صفوف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، الوضع دفع العديد من المواطنين للتساؤل: هل تحول بوحمرون إلى وباء يهدد الصحة العامة؟
لم تقتصر وفيات بوحمرون على الأطفال فقط، إذ تم تسجيل حالات وفاة في صفوف البالغين أيضاً، ما يُظهر اتساع دائرة الخطر.
وأوضحت مصادر طبية أن المرض ينتشر بسرعة كبيرة في الأحياء والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع إذا لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة.
نصادر من داخل وزارة الصحة أكدت أن السبب الرئيسي وراء هذا الوضع هو التراجع الكبير في نسبة التلقيح ضد بوحمرون بعد جائحة كورونا، فمع انشغال المنظومة الصحية بمواجهة فيروس كوفيد-19، شهدت حملات التطعيم التقليدية تعثراً كبيراً، بالإضافة إلى تخوف المواطنين من تلقي اللقاحات، مما ترك شريحة واسعة من الأطفال دون مناعة ضد هذا المرض الفيروسي الخطير.
ويحذر الأطباء والخبراء من أن بوحمرون ليس مجرد مرض طفولي بسيط، بل قد يتحول إلى تهديد حقيقي للصحة العامة إذا لم يتم احتواؤه، وتظهر الأبحاث أن البالغين غير الملقحين معرضون أيضاً لخطر الإصابة، خاصة في ظل ضعف المناعة أو الإصابة بأمراض مزمنة.
في ظل هذه الأزمة، أطلقت وزارة الصحة حملة وطنية للتلقيح ضد بوحمرون تستهدف الأطفال غير الملقحين، كما شددت الوزارة على ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي أعراض مشابهة لبُحمرون، مثل الحمى والطفح الجلدي، لضمان التدخل السريع.
ورغم هذه الجهود، يرى متتبعون أن التدابير الحالية قد لا تكون كافية إذا لم تُرفق بحملات توعية مكثفة وتعبئة شاملة لضمان وصول اللقاحات إلى جميع الفئات.
بينما تتزايد حالات الإصابة والوفيات، يرفض مسؤولو وزارة الصحة تصنيف الوضع رسميا كـ”وباء” حتى الآن، مشيرين إلى أن المرض لا يزال تحت السيطرة في جل المناطق، لكن الأرقام المتزايدة والانتشار السريع للمرض يُثيران مخاوف واسعة، ويطرحان تساؤلات جدية حول جاهزية المغرب لمواجهة هذه الأزمة الصحية الجديدة.