طالبت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب بفتح تحقيق في ملابسات الحريق الذي اندلع ليلة الأحد الماضي في إحدى غرف المعهد العالي للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط، نتيجة تماس كهربائي، ما أدى إلى انتشار النيران في الطابق بأكمله وإصابة 20 طالبة.
واستنكرت التنسيقية، في بيان لها، محاولة إدارة المعهد العالي للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط تلفيق التهمة لإحدى الطالبات، محمّلة إياها المسؤولية الكاملة عن الحريق بسبب الإهمال. كما أشارت التنسيقية إلى أن الإدارة تتهاون في تلبية مطالب الطلبة المتعلقة بالسلامة.
وطالب الطلبة المهندسون الجهات المعنية بالقيام بزيارات ميدانية لتقييم وضعية المدارس الهندسية، والوقوف على المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الطلبة.
وأكدت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب على ضرورة توفير جلسات دعم نفسي للطلبة الذين عاشوا صدمة الحريق، للتخفيف من تداعيات الحادثة.
ودعت التنسيقية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى تسريع الأشغال العالقة والمتعلقة ببناء الأقسام الداخلية وتهيئة المرافق الآيلة للسقوط، وتوفير المطاعم في المدارس التي تفتقر إليها، وتحسين البنية التحتية المهترئة.
ومن جهتها، رفضت جمعية الطلبة المهندسين بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي إقامة الطلبة في مبانٍ تفتقر إلى أبسط معايير السلامة الأساسية، مؤكدة أن “هذا الوضع يكشف عن واقع الإهمال في الأقسام الداخلية”، ما يستدعي من الإدارة القيام بخطوات ملموسة.
وأشارت الجمعية إلى أن “الحريق أسفر عن أضرار جسيمة على المستوى الإنساني والنفسي، حيث تم نقل 20 طالبة إلى المستشفى، من بينهن اثنتان في حالة حرجة بسبب استنشاق الدخان، ناهيك عن حالات الهلع والقلق التي تسبب فيها اندلاع الحريق، والتي أدت إلى ترك العديد من الطلاب في حالة نفسية هشة”.
واعتبرت الجمعية أن “تفاعل الإدارة مع الحادث كان مفاجئًا وغريبًا، إذ أنه على الرغم من خطورته وكثرة شكاوى الطلاب بخصوص غياب التدابير الأمنية المناسبة، قررت الإدارة عقد اجتماع طارئ، كان تركيزه منصبًا فقط على تنظيم الامتحانات بدلًا من التعامل مع الأزمة ومسبباتها”، وهو ما اعتبره الطلبة تجاهلًا من طرف الإدارة لمعاناتهم ومخاوفهم الأمنية.