لم يستسغ مربو التعليم الأولي خرجات وزير التربية الوطنية، محمد برادة، التي كرر فيها أن المربيين تلقوا “حرفة” بفضل انخراطهم في ورش تعميم التعليم الأولي، مطالبين إياه ومن رئيس الحكومة بـ”تقديم اعتذار رسمي لشغيلة التعليم الأولي وسحب هذه العبارات جبرا للضرر النفسي والمعنوي الناتج عن أسلوب وعبارات الاحتقار المستعملة وإعادةً للاعتبار”.
واستنكرت اللجنة الوطنية لمربيات ومربي التعليم الأولى التابعة للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي) تصريحات وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في جوابه على سؤال يهم واقع شغيلة التعليم الأولي داخل قبة البرلمان في جلسة عامة مخصصة للأسئلة الشفوية بتاريخ 24 دجنبر 2024 وهو يصف مهنة التربية والتعليم الموكولة للمربي التعليم الأولي بـ”الحرفة”.
واعتبرت اللجنة ذاتها أن “هذه التصريحات غير مسؤولة”، مسجلةً أنها “تشكل إهانة لمربيي التعليم الأولى العمومي وتنم عن عدم إحاطة الوزير بواقع البؤس والقهر الذي يعانونه، في وقت كانت تنتظر فيه الشغيلة الاستجابة لمطالبها المادية والمعنوية والديمقراطية”.
وأوضحت اللجنة أن “أغلبية مربي التعليم الأولى العمومي وقبل ولوج القطاع وفرض عقود الإذعان، يخضعون للانتقاء الأولي، ثم يجتازون المباراة الكتابية والشفوية، ثم يخضعون لتكوين أساس بغلاف 950 ساعة”.
فيصل حلمون، نائب المنسق الوطني للجنة الوطنية لمربي ومربيات التعليم الأولي، قال إن “تكرار الوزير لمثل هذه العبارات هو أمر غير مقبول بحكم أنه يصدر عن مسؤول حكومي مكلف بتدبير قطاع التربية الوطنية”، مشيرا إلى أن “معظم المربيين تفاءلوا خيرا بهذا الوزير الجديد وأنه سينهي معاناة هذه الفئة من الأطر التعليمية”.
ووصف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، تصريحات الوزير بـ”المفاجئة وغير المفهومة”، مبرزا أن “اللجنة الوطنية لمربيي التعليم الأولي تلقت هذه الأوصاف التي يعطيها الوزير للمربيين باستغراب شديد”.
وتساءل الفاعل النقابي عن المغزى من هذه التصريحات، مشيرا إلى أنه “من غير اللائق وصف مربيين على أنه تلقوا حرفة”، مشددا على أن “الوزير بهذه العبارات يجعل ما تقوم به وزارته حرفة وليس بحكم أن التعليم الأولي ووفق الشعار الرسمي للوزارة هو مكون أساسي من هذا القطاع (وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة)”.
واستدرك حلمون أن “رفضنا لهذا الوصف لا يعني التقليل من قيمة الحرفيين وإنما تصحيح للمصطلح الذي يوظف الوزير، سهوا أو قصدا”، مؤكدا أنه “من بيننا من يحمل شهادة الإجازة أو الماستر وأيضا من يحمل شهادة الدكتوراه”.
وإلى جانب الشهادات التي يحملها عدد من مربيي التعليم الأولي، أوضح المتحدث ذاته أن “هناك من يجر معه تجربة تفوق 20 سنة في مجال التدريس وفي النهاية يصفه الوزير بالحرفي أو المربي الذي تعلم حرفة”.
واعتبر الفاعل النقابي ذاته أن “مثل هذه السلوكات تجعلنا نتساءل عن معرفة الوزير بالملف الذي يتكلم عنه”، مسجلا أنه “حتى إن لم يكن الوزير على علم بالملف فإنه من الواجب عليه وعلى أطر وزارته أن يطلع على أهم النقاط العالقة فيه”.
وشدد المتحدث ذاته على “أننا أساتذة كباقي الأطر التعليمية بل أكثر من ذلك فإن المربي هو الذي يجب أن يعامل بأرقى أشكال الاحترام والتقدير من طرف الوزارة”، مبرزا أن “جميع المربيين يرفضون هذه التصريحات ويدعون الوزير إلى استعمال الوصف الصحيح الذي يتضمنها اسم وزارته والوثائق الرسمية الصادرة عنها”.