تحول شاطئ عين الذياب في الدار البيضاء إلى مسرح لأزمة بيئية صادمة، حيث انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو توثق كميات هائلة من النفايات، بما فيها بقايا الطعام والزيوت التي تلقى بشكل مباشر في المنطقة الساحلية.
هذه المشاهد أثارت استياء السكان المحليين ورواد الشاطئ، الذين يعتبرون هذا المكان ملاذًا للاستمتاع بالطبيعة وهوائها النقي.
أكثر ما أثار الجدل هو أن مصدر هذه النفايات يبدو أنه مطعم عالمي شهير مختص في تقديم الدجاج المقلي، وهو ما دفع الكثيرين إلى التعبير عن غضبهم حيال ما وصفوه بـ”الكارثة البيئية”.
لم يكن الأمر مجرد حادث عابر، بل تحول إلى قضية رأي عام، حيث انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشدة ما اعتبروه غيابًا للمسؤولية البيئية من قبل المؤسسات الكبرى التي يفترض أن تتبع معايير صارمة للحفاظ على البيئة.
وأعادت هذه الواقعة الجدل حول دور الشركات الكبرى للمطاعم في حماية البيئة ومدى التزامها بتطبيق معايير الاستدامة، خصوصًا تلك التي تروج لنفسها على أنها مسؤولة بيئيًا.
وتساءل المواطنون: إذا كانت هذه المطاعم الشهيرة لا تستطيع إدارة نفاياتها بشكل صحيح، فكيف يمكن أن نثق بوعودها تجاه البيئة والمجتمع؟
على صعيد آخر، تدخلت نبيلة الرميلي، عمدة الدار البيضاء، بشكل مباشر لمعالجة الأزمة.
وأوضحت عبر تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية على فيسبوك أنه تم إيفاد لجنة مختلطة إلى الموقع فور تلقي الشكاوى.
وأكدت أنه تم تنبيه مسؤولي المطعم بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحراسة النفايات وإغلاق المكان المخصص لها حتى وصول شاحنة جمع القمامة.
كما ذكرت الرميلي أن إدارة المطعم تعهدت باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث في المستقبل.
لا تزال الأزمة البيئية في شاطئ عين الذياب تعكس تحديات كبيرة تواجه المدن الساحلية في المغرب، ليس فقط في إدارة النفايات، ولكن أيضًا في تعزيز ثقافة المسؤولية البيئية لدى الأفراد والمؤسسات.
وبينما يستمر الجدل حول هذه الواقعة، يبقى البحر ضحية لهذه التصرفات العشوائية التي تهدد الحياة البحرية والجمال الطبيعي للمناطق الساحلية.