أدى قرار شركة الشحن الدنماركية مايرسك بتجاوز ميناء ألخيسيراس لصالح ميناء طنجة المتوسط من أجل ربط الهند بالولايات المتحدة إلى إثارة الذعر في الموانئ الأندلسية. وترى هذه الموانئ أن هذه الخطوة تمثل تهديدًا قد يكون له تأثير متسلسل على عملياتها.
فقبل أسبوع، أعلنت مايرسك، واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم، عن قرارها بتجنب ميناء ألخيسيراس لصالح ميناء طنجة المتوسط في مسارها الذي يربط الهند بالساحل الأطلسي للولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تُحسن هذه الطريق البحرية الجديدة، وفقًا للمجموعة الدنماركية، “تبادل المنتجات بين الهند وأمريكا الشمالية”. بالإضافة إلى المغرب، ستمر الرحلة عبر الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، لكنها لن تمر بأي موانئ أوروبية.
كان لهذا القرار تأثير كبير في إسبانيا، وخاصة في أندلسيا. وقد هيمن الخبر على المناقشات في النسخة الثانية من منتدى “الاقتصاد الأندلسي من موانئه”. دعا جيراردو لاندالوس، رئيس هيئة الموانئ في خليج ألخيسيراس (قادس)، إلى مشاركة الإدارة المركزية والإقليمية لمنح “دفعة نهائية” للمشاريع التي تعمل على تحديث الموانئ وتحسين اتصالها بشبكات السكك الحديدية والطرق، كما أفاد بذلك صحيفة “إل ديبات”.
وقال لاندالوس: “لدينا في البحر سيارة فيراري، ولكن على اليابسة لدينا 600، إن لم يكن سيارة سيمكا 1000″، معبرًا عن أمله في تشكيل تحالف “لكل الشبكة” لمنافسة ميناء طنجة المتوسط. وبدلاً من العمل بشكل فردي، ترغب الموانئ الأندلسية السبع الآن في وضع خطط عمل منسقة، خوفًا من أن يؤدي قرار مايرسك إلى تأثير الدومينو مع شركات الشحن الأخرى.
وأكدت تيوفيلا مارتينيز، رئيسة ميناء قادس، قائلة: “نحن لا نتنافس مع بعضنا البعض؛ نحن نتعاون لأن منافسينا موجودون شمال المغرب”.
من جانبها، أشارت روزاريو سوتو، رئيسة هيئة الموانئ في ألميريا، التي استضافت الحدث، إلى التحدي المتمثل في تحويل ميناء ألميريا خلال السنوات الثلاث المقبلة بفضل استثمار قدره 100 مليون يورو لتعزيز حركة البضائع والركاب.
بشكل عام، يتعلق الأمر بالقدرة على منافسة الميناء المغربي الذي يزداد قوة. ففي غضون بضع سنوات فقط، تمكن ميناء طنجة المتوسط من أن يصبح الميناء الأول في البحر الأبيض المتوسط والثالث عالميًا، بفضل بنيته التحتية ذات المستوى العالمي وموقعه الجغرافي المتميز.
وتزداد المنافسة مع الموانئ الشمالية صعوبة بالنسبة للموانئ الإسبانية بسبب خطة إزالة الكربون الأوروبية التي تهدف إلى فرض ضرائب إضافية على السفن الملوثة. وقد تهرب هذه السفن بعد ذلك إلى المغرب، كما فعلت مايرسك مؤخرًا. وتعتقد الصحافة المتخصصة أن اختيار مايرسك لميناء طنجة المتوسط كوجهة توقف يحاول تجنب التكاليف المرتبطة بالنظام الجديد لتبادل حصص الانبعاثات الخاص بالاتحاد الأوروبي (EU ETS).
عن موقع: فاس نيوز