· الدار البيضاء في 20 يناير 2025
أطلقت جمعية “فور موروكو”، أخيرا، برنامجا تربويا لتعليم اللغة العربية واللهجة المغربية لفائدة الأطفال والشباب من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء المقيمين بالمملكة، وذلك في إطار جهودها لتعزيز التعايش الثقافي والمساهمة في تمكين هذه الفئة من الاندماج السلس في المجتمع المغربي، حيث تُقام هذه الحصص بمركز الشباب الجيل الجديد “الأدارسة” بعين الشق بالدار البيضاء.
وتقيم الجمعية هذه الدورات التكوينية، بتنسيق مع مجموعة من الجمعيات الخاصة بالجاليات الإفريقية المقيمة بالمملكة، ويستفيد منها حاليا في حصص منفردة أزيد من 60 طفلا وشابا تتراوح أعمارهم ما بين 8 و18 سنة.
وقال ياسين الريخ، رئيس جمعية “فور موروكو”، “نؤمن في الجمعية بأن اللغة هي مفتاح رئيسي لبناء جسور التفاهم الثقافي والاندماج الاجتماعي. من خلال هذه المبادرة، نطمح إلى تمكين المستفيدين من التواصل الفعال مع المجتمع المغربي، مما يسهل عليهم التكيف مع الحياة اليومية وتعزيز فرصهم التعليمية والمهنية”. مضيفا “من خلال هذه الدروس، نهدف إلى تزويد المستفيدين بمهارات لغوية تساعدهم في التعامل اليومي، وفي الوقت نفسه تعريفهم بالثقافة المغربية الغنية، مما يساهم في تعزيز رغبة المشاركين في أن يصبحوا جزءا من النسيج المجتمعي المغربي.. نطمح إلى توسيع هذه المبادرة بدعم شركائنا والمتطوعين لنصل إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين”.
من جهتها، أبرزت أسماء العماري، إحدى المتطوعات والمشرفات على هذه الحصص، على أهمية هذا المشروع، “نعمل على تقديم دروس تفاعلية تناسب احتياجات الأطفال والشباب، مع التركيز على التعلم الذي يجمع بين اللغة والثقافة المغربية.. الهدف ليس فقط تعليم الكلمات، ولكن نقل قيم وتقاليد المغرب بطريقة إيجابية”.
وقد شهدت الحصص الأولى إقبالا ملحوظا من طرف المشاركين وأولياء أمورهم، حيث عبر داودة بيي )سنغالي الجنسية(، عضو بإحدى الجمعيات الفاعلة في مجال المهاجرين الأفارقة، وولي أمر إحدى المستفيدات، عن امتنانه قائلا: “هذا المشروع يظهر الوجه الحقيقي للضيافة المغربية. طفلتي تشعر بالسعادة والحماس لتعلم اللغة، ونحن كآباء نرى في ذلك فرصة لتعزيز علاقتنا مع المجتمع المحلي”.
يشار إلى أن هذا البرنامج التعليمي يتضمن دروسا في اللغة العربية الفصحى وأخرى في اللهجة المغربية، مرفقة بأنشطة تطبيقية تعزز التعلم، مثل المسرح، والألعاب اللغوية، والمسابقات الثقافية. يمتد البرنامج على مدى ستة أشهر، مع إمكانية تمديده بناء على نتائج التقييم.
