الدار/ خاص
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب والصين، شهدت مدينة مكناس حدثًا بارزًا للاحتفال بالسنة الصينية الجديدة، المعروفة بـ”عيد الربيع”، وهو احتفال ترأسه سفير الصين بالمغرب وعدد من الشخصيات الصينية والمغربية في حضور ممثلين عن السلطات المحلية بالعاصمة الإسماعيلية.
يمثل هذا الحدث محطة مهمة ضمن الجهود المشتركة لتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.
تتميز السنة الصينية لعام 2025 بأنها “عام الثعبان”، وهو رمز صيني يعكس معاني الطول والعمر والمرونة. هذه القيم الإيجابية كانت محور الاحتفال الذي جمع بين الجانبين المغربي والصيني في مدينة مكناس. وقد أُقيم هذا النشاط ضمن إطار التعاون الثقافي بين الدولتين، بما يهدف إلى إلهام المزيد من المبادرات التي تعزز التبادل الثقافي وتعمّق الفهم المتبادل بين الشعبين.
على صعيد السياحة، أظهرت الإحصائيات أن المغرب استقبل حوالي 17.6 مليون سائح في العام الماضي، من بينهم 100 ألف سائح صيني، وهو رقم يعكس النمو المطرد للتعاون السياحي بين البلدين. ولتعزيز هذه الحركة السياحية، ستُدشَّن غدًا خط طيران مباشر بين شنغهاي والدار البيضاء، مما يسهم في تقوية الروابط الاقتصادية والثقافية بين الجانبين.
أما على مستوى الاستثمارات، فقد بدأ المستثمرون الصينيون توجيه أنظارهم نحو المغرب، وخصوصًا في قطاعات السيارات والطاقة المتجددة والنسيج.
في مكناس، استقر مستثمر صيني في قطاع النسيج منذ أربعة أشهر، معربًا عن تفاؤله بمستقبل التعاون الاقتصادي بين البلدين. تُعد هذه الخطوة بداية مشجعة لتعزيز التواجد الصيني في المغرب، خاصة في مدينة مكناس التي تمتلك إمكانيات تنموية واعدة.
وأبرز السفير الصيني بالمغرب في كلمته ان العلاقات المغربية الصينية توجت بزيارة الرئيس الصيني إلى المغرب، حيث أجرى مباحثات مع ولي العهد الأمير مولاي الحسن لتعزيز التعاون الثقافي والإنساني. كما تعمل السفارة الصينية في المغرب بشكل وثيق مع السلطات المحلية والجمعيات المدنية لتعزيز الشراكات بين المدن المغربية والصينية.
وبحسب السفير الصيني تأتي هذه الديناميكية ضمن رؤية أوسع للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد، حيث تُعتبر الثقافة والسياحة والاستثمار قنوات رئيسية لتحقيق هذا الهدف. وتظل مدينة مكناس نموذجًا للتعاون المثمر بين البلدين، مما يمهّد الطريق لمزيد من الإنجازات المشتركة في المستقبل.
يُظهر هذا الحدث كيف يمكن للتعاون الثقافي أن يكون جسرًا لبناء علاقات أقوى وأكثر شمولًا بين المغرب والصين، مما يفتح آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية والتفاهم الحضاري.