تتجه الأنظار إلى الساحة السياسية المغربية مع دخول عام 2025، حيث تعيش مختلف الأحزاب على وقع نشاط محموم واستعدادات مكثفة تحضيرًا للانتخابات التشريعية المقبلة في 2026.
بين المعارضة والتحالف الحكومي، يشتد الصراع السياسي وسط تنافس شديد على إعادة تشكيل الخريطة السياسية للبلاد.
التحالف الثلاثي الحاكم، الذي يضم حزب التجمع الوطني للأحرار وحزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال، يبرز كواجهة رئيسية في هذا السباق، حيث يسعى كل طرف لتعزيز موقعه.
من جهته، يبدو أن حزب التجمع الوطني للأحرار، بقيادة عزيز أخنوش، عازم على الاحتفاظ بالصدارة.
وأكد أخنوش مؤخرا خلال المجلس الوطني للحزب عن نية الحمامة في المشهد السياسي مجدداً وقيادة الحكومة لولاية ثانية، حيث يراهن على حصيلته الحكومية للتي أعتبرها ايجابية و كذلك غلى عذذ منخرطيه الذي يفوق 20000 الف منخرطا و كذلك الارث المكتسب للجماعات الحزبية.
على الجانب الآخر، بدأ حزب الاستقلال، بقيادة نزار بركة، في الكشف عن طموحاته المبكرة.
ففي لقاء حزبي بمدينة العرائش، اليوم السبت، أعلن بركة رغبته في تصدر المشهد السياسي واستعادة دور حزبه التاريخي في قيادة الحكومة.
وشهد اللقاء حضورًا كثيفًا من أعضاء الحزب وأبناء المدينة، حيث استعرض إنجازات وزارته خلال السنوات الثلاث الماضية، في خطوة بدت كإعداد مبكر لحملته الانتخابية.
أما حزب العدالة والتنمية، الذي شهد تراجعًا في الانتخابات الماضية، فقد أعلن عن مؤتمر وطني مرتقب في أبريل 2025، يُتوقع أن يشهد نقاشات حادة حول تجديد القيادة وتوجهات الحزب المستقبلية.
وأشار التقرير السياسي الذي قُدم خلال المجلس الوطني للحزب إلى استعدادات مبكرة تضمنت دراسة شاملة للانتخابات السابقة وتقييمًا للأداء السياسي والتنظيمي، مما يُظهر نية الحزب لاستعادة قوته والتنافس على المشهد السياسي مجددًا.
في المقابل، تسعى أحزاب أخرى لإعادة تشكيل نفسها وطرح بدائل سياسية جديدة.
وأعلن تحالف “التكتل الشعبي”، الذي يضم حزب الحركة الشعبية والحزب المغربي الحر والحزب الديمقراطي الوطني، عن عزمه تقديم رؤية سياسية مختلفة للمغاربة، تتجاوز ما وصفه بالعجز البنيوي في العمل السياسي الحالي.
هذا التحالف يراهن على كسب ثقة الناخبين عبر خطاب جديد وبرامج انتخابية تلامس اهتمامات المواطنين.
وفي خطوة لافتة، أكدت فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة، مؤخرا، أن حزبها يطمح لتصدر الانتخابات المقبلة، مشددة على أن نسب المشاركة وتوجهات الناخبين ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد النتائج.
وجاءت كلمة المنصوري خلال لقاء دبلوماسي حضره أكثر من 50 سفيرًا معتمدًا في المغرب، مما يعكس الطابع الدولي الذي باتت تحمله هذه الانتخابات.
وسط هذا المشهد، تتصاعد التوقعات بأن الانتخابات المقبلة ستشهد منافسة شرسة بين التحالف الثلاثي الحاكم وبقية الأحزاب، في ظل استمرار العمل على تنزيل مشاريع استراتيجية كبرى وتحديات اقتصادية واجتماعية تتطلب قيادة قوية وقادرة على توجيه البلاد نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا.