عدد خاص بسلالات الأغنام المغربية من مجلة “جغرافية مغربية”، الصادر في أبريل 1935، يوضح وبالصور أن سلالة بني كيل تشمل نوعين: الدغمة (الحرشة) والبيضاء (تورسينت)، وكلاهما مغربيان أصيلان.
*نعيمة لحروري
بينما تباشر الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز عملية الإحصاء الشامل للأغنام بعد الصفقة التي حصلت عليها من وزارة الفلاحة.. لا يسعني إلا أن أتساءل: هل يمكن أن تكون هذه الجمعية، التي هي خصم وحكم في آن واحد، شفافة ونزيهة في هذا الإحصاء؟.
أم أن أعداد الأغنام ستظل “منتفخة” كما تعودنا.. لضمان استمرار تدفق الدعم؟؟.
القضية المركزية هنا هي سلالتا بني كيل: الدغمة (بني كيل) والبيضاء.
الغريب أن الجمعية تعترف فقط بسلالة بني كيل (الدغمة) وتزعم أن أعدادها تصل إلى مليوني رأس، في حين أن الحقيقة على الأرض تؤكد أن هذه السلالة لا تتجاوز خمسين ألف رأس!!.
بالمقابل، تنكر الجمعية وجود سلالة الأغنام البيضاء، وتزعم أنها سلالة غير مغربية.
والسؤال هنا: لماذا تضخم أعداد سلالة بني كيل وتُقصي الأغنام البيضاء؟. هل للأمر علاقة بالدعم الذي تحصل عليه الجمعية؟.
هذه التساؤلات مشروعة.. خصوصا عندما نعلم أن الدعم المخصص للكسابة يعتمد على الأرقام المعلنة.
فإذا كانت هذه الأرقام مبالغا فيها أو غير حقيقية.. فمن المستفيد الحقيقي من هذا الدعم؟.
وهل هناك أطراف تلعب بورقة الإحصاءات لمصالحها الخاصة.. على حساب الشفافية وحقوق الكسابة؟.
وأنا هنا أستند إلى وثيقة تاريخية لا تقبل النقاش: عدد خاص بسلالات الأغنام المغربية من مجلة “جغرافية مغربية”، الصادر في أبريل 1935، يوضح وبالصور أن سلالة بني كيل تشمل نوعين: الدغمة (الحرشة) والبيضاء (تورسينت)، وكلاهما مغربيان أصيلان.
فهل من المعقول أن تأتي الجمعية اليوم لتطمس هذه الحقيقة وتحرم مربي الأغنام البيضاء من الاعتراف والدعم؟.
إلى الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز أقول:
إياكم أن تُعيدوا إرتكاب الخطأ التاريخي بالإصرارعلى تهميش سلالة الأغنام البيضاء أو تجاهل مربيها..
هؤلاء يعيشون أوضاعا مأساوية في المنطقة الشرقية بسبب الجفاف والتهميش.. بينما أنتم مشغولون بتلميع صوركم وبجمع الدعم على حساب الحقيقة!.
هذه ليست مجرد فرصة لإصلاح خطأ سابق، بل إمتحان حقيقي لكم أمام التاريخ وأمام الشعب.
فإما أن تثبتوا نزاهتكم بالاعتراف بالسلالة البيضاء والعناية بمربيها، أو أن تُثبتوا مرة أخرى أن المصلحة الشخصية أقوى من الوطنية!.
رسالة أخيرة:
إذا كانت الوثائق التاريخية لا تعني لكم شيئاً، وإذا كانت الصور لا تُحرّك ضمائركم، فلا تتفاجؤوا إن وُضعتم في خانة المتواطئين ضد هذا المكون من مكونات السلالة المغربية،
التاريخ لا ينسى.. والأجيال القادمة ستقرأ يوماً كيف أُهملت سلالة وطنية من طرف من يدّعون تمثيلها!.
*نعيمة لحروري-كاتبة صحفية