مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، يعيش نادي الرجاء الرياضي واحدة من أصعب مراحله الإدارية والمالية، وسط أزمات متراكمة وضغوط متزايدة تهدد استقراره.
ويواجه الرجاء الرياضي وضعًا كارثيًا، حيث يتوجب على النادي دفع مستحقات مالية ضخمة لتسوية نزاعات قانونية مع عدد من اللاعبين والمدربين السابقين.
وأكد عادل هالا رئيس الرجاء الرياضي لكرة القدم، في تصريح إذاعي، أن القائمة تشمل أسماء بارزة مثل هلال الطير، مروان فخر، مروان هدهودي، عبد العزيز الشافعي، يوسف الرياني، محمد مورابيط، وحمزة خابا، إضافة إلى مستحقات صفقتي انتقال هيثم البهجة وزكرياء حدراف.
ووفقا للمتحدث ذاته، فإن القائمة تشمل أيضا مساعد المدرب السابق فوزي البنزرتي، وصافي مجدي، وفهد منصف، وعبد الإله مدكور، والمهدي مبارك، وهو ما يجعل الوضع المالي للفريق في وضع حرج، مع تصاعد الضغوط من الجهات المعنية بضرورة سداد هذه المستحقات تجنبًا لعقوبات إضافية.
وأضاف رئيس الرجاء الحالي، أن الفريق الأخضر يحتاج إلى 1.5 مليار لرفع المنع عن الفريق.
الأزمة المالية لم تكن العائق الوحيد أمام الفريق، بل امتدت تداعياتها إلى الجانب الفني، حيث تأثر الأداء العام للفريق بشكل واضح منذ بداية الموسم.
الرجاء لم يظهر بالمستوى المطلوب في الدوري الاحترافي ولا في دوري أبطال إفريقيا، وهو ما أكده هالا نفسه، مشيرًا إلى أن مرحلة الاستعدادات لم تكن مثالية، وأن الظروف الاستثنائية التي مر بها الفريق أثرت سلبًا على نتائجه.
رغم ذلك، أبدى الرئيس رغبة في تحسين الأوضاع خلال الفترة المتبقية من الموسم، محاولًا إعادة الفريق إلى المسار الصحيح الذي توجه الموسم الماضي بالفوز بالثنائية.
إلى جانب المشاكل المالية والفنية، يواجه النادي أزمات إدارية متزايدة، حيث تلوح في الأفق استقالات جماعية من أعضاء المكتب المديري والمنخرطين.
هذه التحركات تعكس حالة عدم الرضا عن إدارة الفريق وتزيد من تعقيد الوضع، خاصة في ظل الضغط الجماهيري الكبير المطالب بإجراء تغييرات جذرية داخل الإدارة لضمان مستقبل أكثر استقرارًا للنادي.
وبينما يحاول هالا احتواء الأزمة عبر اجتماعات مكثفة مع الأطراف المعنية، يبدو أن حالة التوتر لا تزال مستمرة، مما يجعل مهمة إعادة التوازن إلى الفريق أكثر صعوبة.
ويجعل الوضع الحالي الرجاء يعيش حالة من الغموض، حيث تتراكم الملفات العالقة دون حلول واضحة، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة إذا لم يتم اتخاذ قرارات حاسمة خلال الفترة المقبلة.
وفي ظل هذه التحديات، يجد النادي نفسه أمام مفترق طرق، بين محاولات الإنقاذ وضغوط الواقع، مما يجعل الأشهر القادمة حاسمة في تحديد مستقبله.