ما تزال أزمة حراسة المرمى في فريق الوداد الرياضي مستمرة، إذ أثارت قرارات المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا الأخيرة تساؤلات عديدة حول مستقبل الحارس الأول، يوسف المطيع، ومصير مركز حراسة المرمى داخل الفريق، لا سيما في ظل الاستحقاقات المقبلة، وأبرزها كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقرر مدرب الوداد الرياضي، رولاني موكوينا، استبعاد يوسف المطيع في آخر مباراتين للفريق بالبطولة الاحترافية، إذ فضّل الدفع بالحارس الشاب عمر أقزادو أمام كل من المغرب التطواني واتحاد تواركة.
هذا القرار فتح باب التكهنات حول إمكانية استبعاد المطيع بشكل دائم، بل وطرحت فرضية بيعه خلال الميركاتو الشتوي الجاري أو الصيفي القادم.
إلا أن موكوينا نفى هذه المزاعم، مؤكداً خلال مؤتمر صحفي عقب فوز فريقه على اتحاد تواركة بنتيجة 2-1 خلال الجولة 18 من منافسات البطولة الاحترافية، “أن مكانة يوسف المطيع داخل الفريق لا تزال مهمة سواء بالنسبة له كمدرب أو للنادي”.
كما شدد على “دور المطيع في توجيه زميله الشاب عمر أقزادو ومساعدته على تقديم أداء جيد داخل الملعب”.
أداء متذبذب وردود فعل الجماهير
الجدل حول مستقبل يوسف المطيع تصاعد بعدما استقبلت شباكه ستة أهداف في مباراتين فقط أمام الجيش الملكي والمغرب الفاسي، وهو ما أثار غضب جماهير الفريق الأحمر، التي طالبت المدرب الجنوب إفريقي بإبعاده عن التشكيلة الأساسية ومنح الفرصة لحارس آخر.
لم تقتصر مطالب الجماهير على منح الفرصة للحراس الشباب، بل امتدت إلى دعوة إدارة النادي، برئاسة هشام آيت منا، إلى التعاقد مع حارس مرمى جديد يكون قادراً على حماية شباك الوداد في المنافسات المقبلة، خاصة مع اقتراب مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية.
تعثر صفقة المهدي بنعبيد
مع تصاعد الضغوط، دخل الوداد في مفاوضات مع عدد من الأسماء لتعزيز مركز حراسة المرمى، وكان أبرزها المهدي بنعبيد، حارس مرمى الجيش الملكي، الذي لم يعد يعيش أفضل فتراته بعد أن فقد مكانه الأساسي لصالح أيوب الخياطي، كما تم استبعاده من المعسكرين الأخيرين للمنتخب الوطني.
ورغم اقتراب الصفقة من الحسم، فإنها تعثرت بسبب خلافات مالية، إذ طلب بنعبيد شروطاً مالية معينة لم تتماشى مع عرض الوداد، وفق ما أكدته تقارير صحفية متطابقة.
كما كشفت عن إصراره على توقيع عقد لمدة موسم ونصف، في حين كانت إدارة الوداد تفضل عقداً يمتد لموسمين ونصف على الأقل.
في النهاية، أكد محمد طلال، الناطق الرسمي للنادي، أن بنعبيد لن ينضم إلى الوداد، مما يعني فشل المفاوضات بشكل رسمي.
ما الحل أمام الوداد؟
بعد تعثر التعاقد مع بنعبيد، يجد الوداد نفسه أمام معضلة حقيقية في مركز حراسة المرمى، إذ لم يحسم موكوينا بعد موقفه النهائي من المطيع، ولم ينجح النادي حتى الآن في جلب بديل موثوق.
ووفقاً لمتتبعين للشأن الرياضي بالمغرب وأنصار فريق الوداد، فإن النادي أمام خيارين أساسيين لحل أزمة حراسة المرمى، والمتمثلة إما في تجديد الثقة في يوسف المطيع ومنحه فرصة لاستعادة مستواه، أو البحث عن بديل موثوق خلال فترة الانتقالات قبل انطلاق كأس العالم للأندية.
وبين هذين الخيارين، يرى المشجعون أن الضغط الجماهيري والإعلامي سيكون عاملاً حاسماً قد يدفع إدارة النادي إلى اتخاذ قرارات جريئة في الأيام المقبلة.