هشام رماح
وضع الإعلام الفرنسي “مسجد باريس الكبير” الذي يستحوذ عليه عملاء جزائريون، في الـ”كوليماتور”، وقد عنونت مجلة “Le Point” الذائعة الصيت، مقالا جاء كالآتي: ممارسة الضغط (اللوبيينغ) والاستحواذ على الحلال.. مسجد باريس الكبير السفارة الثانية للجزائر؟”.
والتفت الإعلام الفرنسي إلى ما ظل يجري بشكل مريب، ولسنوات داخل المسجد الذي حاد، تحت سيطرة النظام العسكري الجزائري، عن دوره الديني ليصبح منصة لمناصرة العسكر والتحريض ضد خصومهم ومعارضيهم من فرنسا.
وأكدت “Le Point” على أن المؤسسة المشرفة على “مسجد باريس الكبير” ورئيسها “شمس الدين حفيظ”، اضطلعا بشكل مضطرد بأدوار “سياسية”، منذ 2020، لفائدة النظام العسكري الجزائري.
ولفت نفس المصدر الانتباه إلى أن تحركات المؤسسة المشرفة على المعلمة الدينية، أصبحت مثيرة للشبهات خاصة في ظل التوتر السائد، حاليا، بين فرنسا ومقاطعة الجزائر.
وأحال التحقيق المنشور في المجلة على أنه ومنذ إنشاء “مسجد باريس الكبير” في عام 1926، فإن من تعاقبوا على إدارته من مواليد الجزائر، مشيرا إلى أن تحكم هؤلاء وسيطرتهم عليه جعل منه مكان معبرا عن انزياح المؤسسة عن دورها الديني لتتجاوزه إلى السياسي.
وأوردت “Le Point”، نقلا عن مصدر فرنسي، تحول “مسجد باريس الكبير” إلى سفارة جزائرية بعلامة “مكرر” في العاصمة الفرنسية، مردفا بأنه “أصبح وبدون شك رمزا للنظام العسكري الجزائري”.
ودعت المجلة السلطات الفرنسية إلى اتخاذ تدابير للحيلولة دون تغول النظام العسكري الجزائري في فرنسا مرورا بجسر الدين، واصفة “شمس الدين حفيظ” مدير المؤسسة التي تشرف عليه بالعميل لحكام بلاده، بما يستدعي تحرير المعلمة الدينية من قبضة العسكر.
ووفق المجلة الفرنسية الرصينة، فإن “مسجد باريس الكبير” لطالما احتضن فعاليات ولقاءات تطبل للنظام العسكري الجزائري، مثلما كان الشأن مع بداية عام 2024، من أجل الحث على التصويت لـ”عبد المجيد تبون”، الرئيس الصوري لعهدة ثانية.
وأشارت “Le Point”، إلى أن مؤسسة “مسجد باريس الكبير” نظمت، في الـ17 شتنبر 2024، حفلا بمناسبة تنصيب “عبد المجيد تبون”، رئيسا للجزائر، حيث جرت مكافأة أعضاء جمعية “أواصر” التي جرى إنشاؤها لأجل دعم بقاء الرئيس الصوري كواجهة للسلطة العسكرية في الجزائر.