انتقد تحالف “ربيع الكرامة” مقترحات تعديلات على مدونة الأسرة، وخاصة اقتصار مفهوم الأسرة على “تلك المكونة من زوج وزوجة وأبناء”.
وعبر تحالف ربيع الكرامة، في بيان له، عن قلقه من بعض تصريحات كل من وزارة العدل والمجلس العلمي الأعلى بشأن مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، والتي اعتبرها “تهدد مسار المسلسل التشاوري بفرض الوصاية الدينية بشكل لا يتلاءم مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية، والآراء الفقهية والعلمية المتنورة على مضمون التعديلات”.
واعتبر التحالف النسائي، الذي يضم عدة تنظيمات نسائية مغربية، أن مقترحات التعديلات الجديدة لم تمس بعمق وجوهر المدونة، حيث أبقت على نفس الفلسفة القائمة على مبدأ القوامة، والوصاية والتبعية، واقتصار مفهوم الأسرة على تلك المكونة من زوج وزوجة وأبناء.
وندد تحالف ربيع الكرامة بغياب الاجتهاد الخلاق في القضايا التي تكرس التمييز بين النساء والرجال في الوصول إلى الحقوق، والتحكم في الثروة عبر الإبقاء على نفس الفوارق الحالية، والاقتصار على بعض الحلول التي كانت موجودة أصلاً في المنظومة القانونية الوطنية وفي الممارسة. كما انتقد انحياز المسار التشاوري عبر انفراد إحدى المؤسسات المكونة للهيئة الملكية المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة بالكلمة العليا، وبالكلمة الفصل، وإعمال حق الاعتراض على قضايا حقوقية أقر بها الدستور والاتفاقيات الأممية لحقوق الإنسان.
وطالب التحالف بمراجعة شاملة وجذرية لمدونة الأسرة بما يضمن المساواة والكرامة بين أفراد كل أطياف وأشكال الأسر المغربية، والأخذ بعين الاعتبار التطورات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في بناء مدونة عصرية ضامنة لحقوق الإنسان. كما طالب بإلغاء المادة 400 من مدونة الأسرة وتجاوز الفكر المتحجر والانفتاح على الفقه المتنور والاجتهاد.
كما طالب تحالف ربيع الكرامة بمواجهة خطاب الكراهية تجاه النساء المنشور عبر بعض المواقع والمنابر السياسية الحاملة للفكر المتطرف، منبهًا إلى أن المرحلة التاريخية التي يعيشها المغرب من أجل مدونة حداثية ركنها صون كرامة وحقوق النساء والرجال والأطفال والطفلات هي فيصل الانتقال إلى مغرب التنمية المستدامة في أفق 2030.