في جلسة عمومية مخصصة للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، المنعقدة مطلع هذا الأسبوع، استعرض وزير التربية والتعليم والرياضة، محمد سعد برادة، الإنجازات التي تحققت من خلال مشروع “مؤسسات الريادة” وأكد أنه يمثل إصلاحًا جوهريًا يهدف إلى تحسين جودة التعليم ومعالجة التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية في المغرب. أشار الوزير إلى أن المشروع يركز على تعزيز الكفاءات في المواد الأساسية مثل اللغة العربية، اللغة الفرنسية، والرياضيات، استجابة للإحصائيات التي تشير إلى ضعف تحصيل التلاميذ في المراحل الابتدائية، حيث يعجز أغلبهم عن القراءة والحساب أو فهم اللغات بشكل كافٍ.
أكد الوزير أن المشروع يعتمد على منهجية مبتكرة تبدأ بتقييم شامل لمستوى كل تلميذ مع بداية العام الدراسي، مما يتيح تنظيم الفصول الدراسية بناءً على مستويات التلاميذ لضمان تقديم محتوى يتناسب مع احتياجاتهم. كما يتم إجراء تقييمات وطنية كل ستة أسابيع لقياس مدى التقدم وتحسين الأداء التعليمي. وأوضح أن هذه المنهجية أسفرت عن نتائج ملموسة، حيث تحسنت معدلات الإجابة الصحيحة في مدارس الريادة إلى 60% مقارنة بـ40% فقط في المدارس التقليدية، وهو ما يمثل قفزة نوعية بنسبة 50% خلال أقل من ستة أشهر.
أعلن الوزير عن توسيع نطاق المشروع ليشمل 2000 مدرسة في العام الحالي، ليستفيد منه أكثر من مليون و300 ألف تلميذ، مع تجربة مماثلة في 230 مؤسسة إعدادية، خاصة في المواد العلمية مثل الفيزياء والكيمياء وعلوم الأرض. وأكد أن المشروع يهدف إلى تقليص الهدر المدرسي، حيث يغادر نحو 160 ألف تلميذ الإعداديات سنويًا دون استكمال دراستهم. ولمعالجة هذه الظاهرة، تم إطلاق مشروع “المدرسة الفرصة الثانية” لضمان تعليم مهني أو حرفي يتيح لهؤلاء التلاميذ الانخراط في سوق العمل بمؤهلات مناسبة.
في ختام مداخلته، شدد الوزير على أن الإصلاحات البيداغوجية حققت نتائج مشجعة جعلت المغرب في موقع ريادي على المستوى الدولي، مؤكداً أن التحدي الحالي يتمثل في ضمان تعميم هذه التجربة الناجحة وتعزيزها لتشمل جميع المؤسسات التعليمية، بهدف إرساء نظام تعليمي فعال ومستدام يخدم الأجيال القادمة.
المصدر : فاس نيوز