شهدت مدينة فاس، يوم أمس الثلاثاء 14 يناير الجاري، الدورة الـ39 لليوم الوطني للمهندس المعماري، الذي نظمته الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين بشراكة مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة. هذا الحدث الهام جمع نخبة من المهندسين المعماريين، الخبراء، وصناع القرار لمناقشة قضايا الساعة المتعلقة بالتحديات البيئية، وبالأخص أزمة الطاقة والمياه التي تثير قلقًا عالميًا.
جاءت الدورة هذا العام لتسليط الضوء على دور المهندس المعماري في مواجهة هذه التحديات، وخاصة في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر على استهلاك الموارد الطبيعية. حيث قدمت المحاضرات مجموعة من الأفكار والحلول العملية التي يساهم من خلالها المهندس المعماري في تحسين كفاءة استخدام المياه والطاقة في البناء، مع التركيز على تعزيز الاستدامة في مختلف مشاريع البناء، سواء في المدن أو في المناطق القروية.
وقدم المشاركون العديد من الدراسات التي تناولت ضرورة تطبيق تقنيات البناء المستدام واستخدام مواد البناء المحلية التي تساعد في تقليل التأثير البيئي وتوفير الطاقة. كما تم التركيز على أهمية بناء بنى تحتية تحترم خصوصيات كل منطقة، حيث تسهم المواد المحلية في الحد من الاستهلاك المفرط للطاقة والمياه.
وفي هذا السياق، أكدت السيد حنان، الكاتبة العامة للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، في كلمتها أن المهندسين المعماريين يشكلون جزءًا أساسيًا من الحلول البيئية، من خلال تقديم مشاريع عمرانية تتسم بالاستدامة والابتكار. وذكرت أن هذه الدورة تأتي في إطار الاحتفاء بذكرى خطاب الملك الحسن الثاني رحمه الله في عام 1986، والذي وضع خارطة طريق للمهندسين المعماريين، مؤكدة أن هذا النهج يستمر مع جلالة الملك محمد السادس، الذي يؤكد في كل مرة على ضرورة تطوير بنية تحتية تدعم التنمية المستدامة.
وأضافت أن التحديات البيئية، خاصة ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة، تتطلب التفكير الجماعي بين المهندسين والمواطنين والدولة لإيجاد حلول فعّالة. وقالت إن المهندس المعماري ليس فقط فنيًا في مجال التصميم والبناء، بل هو أيضًا شريك في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتطوير أساليب البناء التي تسهم في الحفاظ على البيئة.
من جانب آخر، تم التأكيد خلال الدورة على أهمية تحسين طرق استغلال المياه في الزراعة، سواء من خلال أنظمة الري المتقدمة أو استخدام تقنيات الري بالتقطير. كما تم استعراض أهمية دور المهندسين في تطوير حلول للبناء المستدام، خصوصًا في المناطق القروية حيث تسهم المواد المحلية مثل الطين والحجر في تقليل التكاليف البيئية والمالية.
المصدر : فاس نيوز