سمير الحيفوفي
لم يسع الأتراك، أمام رعونة النظام العسكري الجزائري، غير فضح قذارته بردود أفعال ممزوجة بحقائق تاريخية تنفي وجود “أمة” جزائرية، مما يدعي المقيمون في الجارة الشرقية.
ولما لعب العسكر بأذيالهم، مع تركيا واستضافوا انفصاليين “أكراد” في دعم منهم لتقسيمها، جاءت الردود التركية قاسية ومدوية، تذكر الـ”كراغلة” بماضيهم الشائن، لحد ينغص عليهم حاضرهم.
النائب التركي “بهاء الدين ناهيت”، كان واحدا ممن انبروا للتصدي لألاعيب النظام العسكري الجزائري، وقد قال عبر فيديو على حسابه في منصة “X” إن “الجزائر التي رعيناها وحميناها كثيرا، تستقبل اليوم جماعة إرهابية كردية على أراضيها”.
وأردف النائب التركي، “لقد أيقنت اليوم بأن الإمبراطورية العثمانية ارتكبت خطأ عندما باعت ولاية الجزائر لفرنسا” مضيفا أن “الجزائر تعلم أنه لولا أجدادنا الأتراك والقائد العظيم بارباروس، لظل سكانها عبيدا للإسبان كما وجدهم”.
واسترسل ” بهاء الدين ناهيت”، في نكأ جراح الـ”كراغلة”، محيطا علما متابعيه بأن “الجزائر كانت سلجقا تحت الحكم العثماني في فترة تاريخية ليست بالبعيدة”، بعدما أكد على أن “تركيا لن تقبل أبدا أن يقيم الانفصاليون الأكراد دولتهم على أراضيها”.
وتوعد النائب التركي الانفصاليين ومن يدفعون بهم مثل النظام الجزائري بالقول “سنواصل محاربة الخونة أينما كانوا وأينما ذهبوا، فإن تركيا بلد قوي بأبنائها الأتراك، ولن تقبل أبدًا أن يقيم الانفصاليون الأكراد دولتهم على الأراضي التركية”.
وكان النظام العسكري الجزائري أبدى عزما على التآمر على سلامة أراضي تركيا، بدعوة انفصاليين أكراد لحضور مؤتمر نظمته الجبهة الانفصالية “بوليساريو”، مستهل الشهر الجاري بمخيمات العار في تندوف بالجنوب الغربي الجزائري.
وفي محاولة منه الالتفاف على ما اقترفه العسكر ضد تركيا، التي باعت الجزائر لفرنسا، لتظل تحت استعمارها لـ132 سنة، حاول “عمار بلاني” سفير الجزائر بأنقرة نفي تورط الجزائر في استدعاء الانفصاليين الأكراد، وهو ما اعتبر محاولة سافرة وغير مجدية للتنصل من مسؤولية ما جرى.
ولم يستطع سفير الجزائر في تركيا، رغم بلاغ حاول من خلاله تهدئة الأتراك، تفنيد تورط النظام العسكري في منح تأشيرات وتصاريح دخول للنشطاء الأكراد الذين شاركوا في المؤتمر، وهو أمر يقيم الدليل على العسكر في الجارة الشرقية متخصصون في ضرب الأصدقاء قبل الخصوم في الخاصرة بخناجر مسمومة.
وجاء استدعاء النظام العسكري لانفصاليين أكراد من أجل المشاركة في المؤتمر الذي نظمته “بوليساريو” بمباركة منه، في ظل استعداد تركيا، لتوسيع المواجهة ضد المتمردين الأكراد، لتشمل أجزاء من الأراضي السورية، باتفاق مع الحكومة الجديدة التي تسلمت زمام الأمور في الشام بعد سقوط نظام “بشار الأسد”.
يشار إلى أن تركيا تصنف الحركات الكردية، بما في ذلك حزب العمال الكردستاني، كمنظمات إرهابية، وتتبنى موقفًا باتا وصارما ضدها، إذ ترفض حكومة “رجب طيب أردوغان” إقامة دولة كردية أو حتى تمتع الأكراد بحكم ذاتي في سوريا.