الدار/ خاص
يشهد المغرب تحولات جذرية على كافة الأصعدة بفضل إطلاق مشاريع استراتيجية كبرى تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانته الإقليمية والدولية. ومع اقتراب موعد استضافة المغرب لمونديال 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، تتجلى أهمية هذه المشاريع في تعزيز جاهزية البنية التحتية وقدرة البلاد على استقبال ملايين الزوار والمشجعين من جميع أنحاء العالم.
تتضمن هذه المشاريع ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يُعد أحد أكبر المشاريع المينائية في البحر الأبيض المتوسط، بتكلفة تقارب 10 مليارات درهم مغربي. يهدف هذا الميناء إلى جعل المغرب مركزاً للتجارة الدولية، من خلال تحسين الربط البحري واستقطاب الاستثمارات في قطاع الخدمات اللوجستية. هذا المشروع الاستراتيجي من شأنه أن يعزز الصادرات الوطنية ويدعم التنمية الاقتصادية في المناطق الشمالية من المملكة، مما يجعله محوراً أساسياً للتنمية المستدامة.
على صعيد آخر، يمثل مشروع “نور” للطاقة الشمسية أحد أبرز المشاريع الطموحة في مجال الطاقة المتجددة. بميزانية تتجاوز 9 مليارات دولار، يهدف المشروع إلى جعل المغرب في طليعة الدول الرائدة في استخدام الطاقات النظيفة، وهو ما يتماشى مع الالتزامات الدولية للمملكة في مكافحة تغير المناخ. بالإضافة إلى كونه خطوة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، يوفر المشروع الآلاف من فرص العمل ويساهم في تحسين الأمن الطاقي للبلاد.
النقل هو أيضاً محور أساسي في التحول الذي يشهده المغرب، حيث تم إطلاق القطار الفائق السرعة “البراق”، الذي يربط بين المدن الكبرى كطنجة والدار البيضاء. يُعد هذا المشروع الأول من نوعه في القارة الإفريقية، ما يعكس التزام المغرب بتطوير بنيته التحتية لتواكب المعايير الدولية. كما أنه يسهم في تقليص أوقات السفر وتعزيز الربط بين مختلف جهات المملكة، مما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي إطار الاستعدادات لمونديال 2030، تعمل المملكة على تطوير شبكات الطرق والمطارات الدولية. تشمل هذه الجهود توسيع مطار محمد الخامس في الدار البيضاء وتحديث مطارات مراكش وطنجة وأكادير، بالإضافة إلى تحسين الطرق السريعة لربط المدن الرئيسية بالملاعب والمنشآت الرياضية. هذه المشاريع تعكس الرؤية الطموحة للمغرب لضمان تقديم تجربة استثنائية للزوار والمشجعين خلال المونديال.
من جانب آخر، يُبرز مشروع مدينة محمد السادس التقنية “طنجة تيك” الجهود المبذولة لجعل المغرب مركزاً إقليمياً للتكنولوجيا والصناعة. بالشراكة مع مستثمرين دوليين، تم تصميم هذه المدينة لتكون بيئة محفزة للابتكار والتصنيع، مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني.
بالإضافة إلى ذلك، يتم الاستثمار في قطاع السياحة بشكل مكثف من خلال تحسين البنية التحتية السياحية والترويج للوجهات الثقافية والطبيعية المتنوعة التي تزخر بها المملكة. هذه الجهود لا تهدف فقط إلى جذب المزيد من الزوار، بل أيضاً إلى تحسين تجربة المشجعين خلال مونديال 2030، حيث سيحظى الزوار بفرصة استكشاف التراث المغربي الغني والمناظر الطبيعية الخلابة.
تعكس هذه المشاريع الكبرى رؤية المغرب الطموحة لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، مستندة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية والطاقة والصناعة. ومع اقتراب موعد مونديال 2030، يظهر المغرب كدولة مستعدة لاحتضان هذا الحدث العالمي، ليس فقط من خلال تجهيز الملاعب والمنشآت الرياضية، ولكن أيضاً عبر تقديم نموذج تنموي شامل يضع الإنسان والبيئة في صلب الاهتمام.