أثار نجاة بعض المنازل من حرائق لوس أنجلوس، استغراب وتساؤل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حيث أكد البعض أن الأمر مرتبط بمعجزة إلاهية بينما شدد آخرون على أن الأمر راجع لعدة أسباب منها ما هو معماري ومنها ما له علاقة بالتدخل الناجع.
وسبق لمالك إحدى المنازل أن أكد أن بقاء منزله سليما راجع إلى الهندسة المعمارية الرائعة ورجال الإطفاء الشجعان وربما القليل من المعجزة”، مشيرا إلى أن “التصميم الخرساني” للمنزل ساعده على البقاء.
وأورد خبراء السلامة من الحرائق أن نجاة بعض المنازل يمكن أن يكون راجعا إلى مزيج من التخطيط الدقيق والسلامة البنيوية والعوامل البيئية والجهد الهائل حيث يعود ذلك إلى البناء بمواد مقاومة للحريق مثل الجص والمعادن والحجر، وأسقف مصنوعة من الطين أو المعدن، كما يمكن أن تكون النوافذ ذات زجاج مزدوج، مما يمنعها من التحطم من الحرارة وعدم السماح للهب النار بدخول المنزل.
ويؤكد الخبراء أن اختيار المواد ليس مجرد قرار جمالي أو قرار يتعلق بالتكلفة، وإنما هو أمر يؤثر بشكل مباشر على قدرة الهيكل على تحمل ظروف الحرائق الشديدة أيضا، بالإضافة إلى الأساسات القوية التي تجعل المنازل أكثر مقاومة لحرائق الغابات أيضا، حيث يقاوم الأساس المثبت بعمق التحول أو التشقق في الأرض الناجم عن الحرارة، والذي قد يضعف الهيكل ويعرضه للنيران أو الجمر.
ومن بين الأسباب المحتملة لنجاة بعض المنازل أيضا، لجوء بعض الأثرياء إلى مبادرات فردية عبر استئجار فرق إطفاء خاصة لحماية ممتلكاتهم من الحرائق الضخمة، رغم إثارة ذلك لجدل واسع بشأن العدالة الاجتماعية وعجز الحكومة الأميركية في مواجهة الكوارث الطبيعية.
وكان عدد من الشخصيات البارزة مثل آدم ليبر، مدير أعمال المغنية مايلي سايرس، والملياردير ريك كاروسو، الذي ترشح سابقا لمنصب عمدة لوس أنجلوس، ومؤسس شركة الاستثمار العقاري “جِلت فنتشر بارتنرز” كيث واسميرمان، قد أعلنوا عن استعانتهم بفرق إطفاء خاصة لحماية منازلهم.
وتبلغ تكلفة استئجار فريق إطفاء خاص صغير مكون من شخصين ومركبة واحدة 3 آلاف دولار يوميا، في حين أن الفرق الكبيرة التي تضم أربع مركبات و20 رجل إطفاء قد تكلف 10 آلاف دولار يوميا.
يشار إلى أن رجل الأعمال الأميركي ديفيد ستاينر أعلن عن نجاة منزله من الحرائق في منطقة ماليبو، كما نجا قصر توم هانكس الواقع على جرف صخري من النيران رغم تفحم المنازل المحيطة به، حيث بدى قصره غير متأثر بالنيران أو الدخان في مشهد أشبه بالمعجزة.
