DR
مدة القراءة: 3′
وأعلن رسميا عن تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل في دجنبر 2020، حيث نجحت إدارة ترامب في توقيع اتفاقات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وأربع دول عربية، هي البحرين والسودان والإمارات بالإضافة إلى المغرب، ما شكّل تحولاً كبيراً في العلاقات الإقليمية، وأثار النقاش العام عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
واشتملت صفقة التطبيع أيضاً على تغييرات في السياسة الأمريكية كان يرغب فيها مواطنو الدول المشاركة. على سبيل المثال، اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وأخرجت السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وكان أحد الأهداف الأساسية لاتفاقات أبراهام هو بناء “سلام دافئ” بين إسرائيل والدول العربية الأربع. وكان مصممو الاتفاقات يأملون في أن يساعد التعاون الاقتصادي والتفاعل الثقافي إسرائيل في أن تحظى بنظرة أكثر إيجابية في الرأي العام لهذه الدول. فضلاً عن ذلك، صُممت هذه الاتفاقات أيضاً بحيث تنتقل إلى دول أخرى، على رأسها السعودية.
لكن وعلى العكس من ذلك، تشير بيانات البارومتر العربي وهو مؤسسة بحثية مستقلة، إلى أن نظرة المغاربة تغييرت للعلاقات مع إسرائيل بعد أحداث السابع من أكتوبر من 2023، فقبل الأحداث، وبعد مرور سنة واحدة على توقيع اتفاقيات أبراهام، عبر 31 في المائة من المغاربة عن دعمهم للتطبيع.
لكن وبعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة تغيرت التصورات والآراء، وتراجعت نسبة مؤيدي التطبيع في المملكة “بقوة”، من 31 بالمئة إلى 13 بالمئة.
وأوضح البارومتر العربي أن “المغاربة الآن لا يقبلون على دعم التطبيع”، وأن أي “آمال في “سلام دافئ” كانت موجودة اعترتها البرودة. يبدو أن هذا التغيّر مرتبط بالكامل بالحرب في غزة”.
وأضاف أنه “من بين المغاربة الذين قالوا إن أفضل طريقة لوصف حملة إسرائيل العسكرية هنا هي أنها “إبادة جماعية”، يدعم 9 بالمئة فقط التطبيع. وبين من وصفوها بأنها “نزاع”، يعرب 31 بالمئة عن تأييد التطبيع، وهي نفس نسبة جميع المغاربة قبل 7 أكتوبر”.
ورأى البارومتر العربي أن “المغرب يقدم لنا مثالاً تحذيرياً حول الآمال في التطبيع في المستقبل. الحرب في غزة غيّرت آراء الناس تماماً حول التطبيع. الصور المروعة التي تخرج من غزة شاهدها الناس في المغرب والمنطقة، فحوّلت من كانوا أنصاراً لاتفاقات السلام مع إسرائيل إلى خصوم لها”.
لذلك سيبقى السلام الدافئ حسب نفس المصدر عملية صعبة، لكن في الظروف الحالية يبدو مستحيلاً بين إسرائيل والدول العربية. وسوف تواجه الجهود المتجددة لمد اتفاقات أبراهام إلى السعودية والدول الأخرى عقبات كبيرة.
ويؤكد الاستطلاع أن السلام الدافئ لن تكون له فرصة إلا بعد تأسيس دولة فلسطينية مستقلة. “إلى أن يحدث هذا، فحتى لو تمددت اتفاقات أبراهام لدول أخرى، فالنتيجة المرجحة هي سلام بارد مماثل لذلك القائم بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر”.