في خطوة تعكس التزام مجلس عمالة الدار البيضاء بتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة لسكان المدينة، عُقدت يوم الاثنين 13 يناير الجاري أشغال الدورة العادية لشهر يناير 2025، برئاسة عبد القادر بودراع.
وشهدت الدورة نقاشات مكثفة حول مشاريع تنموية تهدف إلى تعزيز البنية التحتية والخدمات الاجتماعية والثقافية، وخرجت بجملة من القرارات المهمة التي تبشر بتحولات إيجابية على مختلف الأصعدة.
وتضمنت الدورة جدول أعمال حافلًا بـ27 نقطة، منها عشر اتفاقيات جديدة وُضعت ضمن أولويات المجلس، وتهدف إلى إحداث نقلة نوعية في قطاعات الصحة، الرياضة، الثقافة، والتنمية الاجتماعية.
كما وافق المجلس بالإجماع على تمويل مشروعين استراتيجيين يعكسان رؤية المجلس لتطوير المرافق الأساسية التي تلبي احتياجات المواطنين المتزايدة.
من أبرز الاتفاقيات التي تمت المصادقة عليها، مشروع شراكة لبناء مركز اجتماعي متعدد الاختصاصات في مقاطعة الفداء-عمالة مقاطعات الفداء-مرس السلطان.
هذا المشروع يهدف إلى تقديم خدمات متكاملة للمجتمع المحلي، ما يعكس توجهًا نحو توفير حلول عملية لدعم الفئات الأكثر احتياجًا.
كما شهدت الدورة توقيع اتفاقية أخرى تهدف إلى إحداث مجموعة الجماعات الترابية “التعاضد”، التي ستتكفل بتدبير وتسيير مقبرة الإحسان الواقعة في جماعة سيدي حجاج واد حصار بإقليم مديونة.
هذا المشروع يُعد خطوة مهمة لتوحيد الجهود وتنسيق العمل بين الجماعات لضمان استدامة خدمات المقابر وتحسين إدارتها.
وفي إطار تحسين المشهد الحضري وإعادة تأهيل البنية التحتية، تمت المصادقة على مشروع تهيئة جنبات واد بوسكورة، وهو مشروع يعكس أهمية الحفاظ على البيئة والتخطيط الحضري المستدام.
بالإضافة إلى ذلك، قرر المجلس تفويت منازل حي الجماعة الحضرية المتواجدة بتراب مقاطعة الحي الحسني لفائدة قاطنيها، وهو قرار يحمل بعدًا اجتماعيًا وإنسانيًا يعزز الاستقرار السكني للأسر المعنية.
وفي المجال الثقافي، وافق المجلس على مشروع لإنشاء مركب ثقافي جديد في مقاطعة الحي الحسني، إضافة إلى مشروع آخر يتعلق بهدم وإعادة بناء وتجهيز مكتبة وسائطية في مقاطعة الفداء.
هذه المبادرات تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي بالمدينة وتوفير فضاءات تعليمية وترفيهية للأجيال القادمة.
وتعد هذه المشاريع التنموية جزءًا من رؤية شاملة ترمي إلى تعزيز مكانة الدار البيضاء كمدينة رائدة في التنمية الحضرية والاجتماعية.
ويؤكد المجلس من خلال هذه المبادرات التزامه بتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وتحسين جودة حياة السكان، مع التركيز على المشاريع ذات الطابع الاجتماعي والثقافي.
القرارات التي خرجت بها الدورة تعكس وعيًا واضحًا بضرورة وضع احتياجات المواطنين في قلب السياسات المحلية، وفتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة التي تستجيب لتحديات العصر.
ومع تنفيذ هذه المشاريع، يتطلع سكان الدار البيضاء إلى واقع أفضل يترجم هذه القرارات إلى إنجازات ملموسة على الأرض، خاصة أن المدينة مقبلة على استضافة تظاهرات كبرى أبرزهما كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
