يعيش نادي الرجاء الرياضي أزمة حادة تهدد استقراره، حيث تتفاقم الخلافات بين المكتب المسير والمنخرطين، مما انعكس سلبًا على أداء ونتائج الفريق.
وتتعالى الدعوات المطالبة باستقالة الرئيس الحالي عادل هالا، الذي خلف “الهارب” محمد بودريقة، الرئيس السابق الذي قاد الفريق لتحقيق إنجازات محلية في الموسم الماضي.
وفي هذا السياق، يواجه النادي مشاكل متزايدة في الإدارة نتيجة التغيرات المستمرة في مجلس الإدارة والطاقم التقني منذ تولي هالا الرئاسة، في ظل كل هذه الأوضاع، يشهد المكتب المديري موجة من الاستقالات، حيث قدم عدد من الأعضاء استقالاتهم، مثل إلهام الدخوش وسعيد الشرامي، مما يعكس حالة الفوضى الإدارية.
من جهة أخرى، تعبر جماهير الرجاء عن استيائها من صمت الإدارة تجاه الأزمة المتفاقمة، وتطالب باستقالة جماعية للمكتب المديري. وقد أبدى أغلبية المنخرطين رغبتهم في تغيير القيادة الحالية بسبب غياب استراتيجية واضحة وعدم التواصل الفعال من قبل الرئيس. بالإضافة إلى ذلك، يعاني النادي من نزاعات مالية متراكمة، رغم التوصل إلى بعض التسويات، وتتطلب هذه الأزمة المالية تخطيطًا استراتيجيًا وإصلاحات جذرية لضمان استقرار النادي في المستقبل. كما أن هناك لاعبون يطالبون بفسخ عقودهم، مثل محمد بلكسوت، نوفل الزرهوني وصابر بوكرين، مما يهدد بتفاقم الوضع.
ورغم الأزمات المتلاحقة، لا يزال للرجاء حظوظا بالرغم من أنها ضعيفة جداً، للتأهل إلى دور ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا والمنافسة على المركز الثاني في الدوري لضمان مشاركة قارية في الموسم المقبل، بالاضافة إلى منافسات كأس العرش.
لهذا يواجه الرجاء تحديات معقدة تستلزم إصلاحات شاملة على المستويين المؤسسي والفني وإعادة هيكلة عاجلة في المرحلة المقبلة تتطلب العمل بجد مع استغلال وجود شركات رياضية تعمل وفق منظومة واضحة المعالم وتنقية محيط الفريق من “السماسرة” و”المرتزقة” ممن يؤثرون سلبًا على الفرق الوطنية.
وكشف أحد المنخرطين لـ”الأول”، أن “أغلبية المنخرطين بالنادي يبدون رغبتهم في رحيل الرئيس الحالي”.
وأضاف نفس المصدر: “من بين أسباب أزمة الفريق حاليا هي أنه لاتوجد أي استراتيجية محكمة للتسيير منذ بداية الموسم والأمر لا يتماشى مع متطلبات الاحتراف، مشيرا إلى أن كل هذه الأمور تحدث في غياب التواصل من عادل هالا سواء مع اللاعبين أو المنخرطين”.
واختتم “هذه الوضعية الحرجة يجب أن نجد لها الحلول واستقالة الرئيس وأعضاء مكتبه وتشكيل لجنة مؤقتة لتولي إدارة شؤون النادي في المرحلة المقبلة والاعلان عن جمع عام انتخابي”.
من جهته، كان رئيس نادي الرجاء عادل هالا، قد وعد بالدخول في مرحلة انتقالية، لكن رغم مرور أزيد من عشرة أيام على لقاء صن داونز، وإعلانه أن هناك قرارات حاسمة خاصة بالمرحلة الانتقالية، عقب اللقاء التواصلي الذي عقده مع المنخرطين في 3 يناير، إلاّ أن هناك حالة من الصمت وغياب التواصل من أجل كشف الحقائق التي فاقمت الوضع داخل القلعة الخضراء.
ويبدو أن ما يعيشه الرجاء ليس حالة استثنائية، بل إن أغلب الفرق الوطنية تعيش “فوضى” في التسيير بالنظر إلى ما يطبعه من عشوائية، لهذا ارتفعت أصوات مؤخراً تطالب بالانتقال إلى الاحترافية عبر تحويل هذه النوادي الرياضية إلى شركات وفتح الباب في وجه رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية من أجل تطوير أداء ووتسيير هذه الأندية لتواكب التطور الدولي الجاري في مجال كرة القدم.
