نظم مركز عطاء للبحث في اللغة وأنساق المعرفة، أمس السبت 11 يناير 2025، وبالتعاون مع المديرية الجهوية للثقافة بمراكش، لقاء فكريًا بمناسبة استعراض ديوان “النفس الأخير” للشاعر بدر هبول. الحدث أقيم في فضاء المركب الثقافي العربي الكواكبي بقطب المواطن المحاميد، وشارك فيه عدد من الأساتذة والباحثين من قبيل هشام فتح، عبد العزيز لحويدق، مليكة ناعيم، والحسين آيت مبارك، بتسيير من الباحث حميد مسافي.
في كلمته الافتتاحية، أشار رئيس مركز عطاء، هشام فتح، إلى أهمية هذه المبادرة في إطار استراتيجية المركز لتعزيز الثقافة الأدبية في المدينة ودعم الأصوات الشعرية الشابة. بعد ذلك، بدأ الدكتور الحسين آيت مبارك بمداخلة تناول فيها الأساليب البلاغية والصور الشعرية المتنوعة في الديوان، لافتا إلى التناصات التي تميز أعمال الشاعر.
من جهته، تناول الدكتور عبد العزيز لحويدق البنى الدلالية المسيطرة في “النفس الأخير”، مشيرًا إلى أن الشاعر تبنى “البنية النبوءية أو الرسولية” كأساس لبنية الديوان، مع تفرعها إلى ثلاث بنيات رئيسية: الأزمة، الشعر، والحب، التي تعكس سعي الشاعر للتخلص من واقع متأزم عبر هذه العناصر.
أما الدكتورة مليكة ناعيم، فقد ركزت في مداخلتها على تنوع الضمائر والأزمنة في الديوان، موضحة كيف يمازج الشاعر بين البناء العمودي والشعر الحر، وينقل شعور الفخر والاعتزاز بوطنه من خلال الأساليب الزمنية والضميرية التي اختارها.
في ختام اللقاء، استعرض الدكتور هشام فتح البنيات المشَكلة للديوان، مشيرا إلى أن الشاعر اختار عنوانا دقيقا يعكس أعماق ديوانه، مبينا أن قصائده لا تقتصر على البنية السطحية بل تشمل بنى مضمرة، تعكس استعارات العلو والتناص والانزياح. كما لفت إلى أن الشاعر بدر هبول، من خلال قصائده، يظهر شخصية غنية ومعقدة تجسد الاختيار والفخر والانزياح.
اختتم اللقاء بقراءات شعرية من ديوان “النفس الأخير”، تلتها شهادة تقديرية منحها مركز عطاء للشاعر بدر هبول وللمدير المكلف بالمركب الثقافي العربي الكواكبي تقديرًا لدعمه المستمر لهذا النوع من الفعاليات الثقافية.
