أكد عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، وجود استهداف مادي وغربي لمدونة الأسرة في المغرب، الذي ما يزال مستمرا ولم يفتر منذ زمن.
وأضاف بوانو في كلمة تقديمية خلال اللقاء الداخلي لحزب العدالة والتنمية، لتقديم مذكرة حول التعديلات المعلنة حول مدونة الأسرة، اليوم الأحد، أن مدونة الأسرة تعد الأهم في المغرب لكونها “تتعلق بديننا وهويتنا ومرجعنا”، مبرزا أن استهداف المدونة الأسرة لم يتوقف يوما، وما يزال مستمرا.
وسجل بوانو أن مدونة الأسرة مستهدفة في المغرب منذ الستينيات، في ظل طلب مراجعتها المستمر، مضيفا: ” ليست المرة الأولى التي تتم فيها مراجعة مدونة الأسرة أو استهدافها، إذ خلال الستينيات كانت هناك طلبات للمراجعة، لكن دون أن تطرأ عيلها أي مراجعات”.
وتابع: “في سنة 1957 شكلت لجنة من طرف علال الفاسي، والمختار السوسي والعربي العلوي الذين أخرجوا لنا مدونة الأحوال الشخصية في ستة كتب، ورغم إنشاء لجنة أخرى في سنة 1981 من قبل الحسن الثاني، لم تتم أي مراجعات”.
واستحضر بوانو ما صاحب تعديلات سنة 2004، وأهمها “المسيرة المليونية في سنة 2000 في مدينة الدار البيضاء التي خرج فيها كل الوطنيون الغيورون على هويتهم ومرجعيتهم”.
وقال إن مدونة الأسرة لها علاقة مباشرة مع “هويتنا ومرجعيتنا وديننا، ونحن نناقش عما إذا كان يجب أن تكون ضمن القوانين التنظيمية، أو قوانين الإطار أو يجب أن تخضع لتشريع خاص باستفتاء لأنها لا تعد قانونا عاديا”.
وذكر بما جاء في خطاب الملك محمد السادس حول المدونة، والذي يتعلق بـ”لا يمكن أن يحل حراما ويحرم حلالا”.
ودعا إلى “صمود التيار الوطني الذي يحمل المرجعية الإسلامية في وجه هذا الاستهداف في الدفاع عن المرجعية والدين والهوية بصفتنا مغاربة”.
وأشار بوانو إلى أن هذه المذكرة التي تم تقديمها اليوم، تتضمن ملاحظات عامة ودقيقة، تهم المدونة، وتأتي في ضوء ما قدمه وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزيرة التضامن أمام الملك، وبعض خرجات وزير العدل التي فيها تجاوزات لما أمر به الملك وللمجلس العلمي.
ولفت بوانو إلى أن الأمين العام لحزبه، عبد الإله بنكيران كان قد استشعر للخطر الذي يحوم حول مدونة الأسرة منذ سنة 2022، إذ إن “كل خرجاته كانت واضحة، وخلال حضوره ملتقى الهيئات المجالية في بني ملال أشار إلى ذلك، والحزب كان له عشرات البيانات التي تهم المدونة والتي تتصدي لتصريحات النشاز لوزير العدل، إضافة إلى عدد من الندوات والمذكرات في الموضوع ذاته”.
وقال في السياق ذاته: “حزب العدالة والتنمية يختلف عن باقي الأحزاب في بعض الأمور لا نقول باقي الأحزاب غير إسلامية وهي إسلامية أيضا، لكن حزب العدالة والتنيمة أخذ على عاتقه الحفاظ على مرجعيته الإسلامية التي ينطلق منها ويجتهد في إطارها ويدافع عنها”.