كشفت معطيات حصلت عليها جريدة “العمق” تحسن نتائج تمكن متعلمي مدارس الريادة من التعلمات الأساس في مختلف جهات المملكة المغربية، وذلك بعد تطبيق برنامج الدعم الذي استهدف تعزيز التمكن من المواد الدراسية الأساسية العربية، الفرنسية، والرياضيات.
وبحسب المعطيات ذاتها، فقد كانت نتائج الروائز القبلية متدنية في معظم الجهات، حيث لم تتجاوز بعض المناطق 11%. لكن بعد شهر من تطبيق برنامج “طارل”، استطاعت معظم الجهات أن تحقق نتائج تجاوزت 40 في المائة.
وتصدرت جهة كلميم واد نون الجهات التي شهدت تحسنا في هذه النتائج، حيث انتقلت نتائج الروائز من 15% في المرحلة القبلية إلى 45% في المرحلة البعدية، مسجلة زيادة تصل إلى 30%. وسجلت جهة بني ملال خنيفرة تحسنا كبيرا بنسبة 29%، حيث ارتفعت النتائج من 13% في الروائز القبلية إلى 43% في الروائز البعدية. كما شهدت جهة سوس ماسة درعة تقدمًا بنسبة 29%، حيث انتقلت من 15% إلى 44%، مما يعكس نجاح هذه الجهة في تعزيز جودة التعليم.
إقرأ أيضا: تسريب روائز “طارل” يسائل جدوى مشروع بنموسى ومستقبل التعليم العمومي
أما الجهة الشرقية، فقد حققت تقدما بنسبة 28%، حيث ارتفعت نتائج الروائز من 14% إلى 42%. وفي مراكش آسفي، تم تسجيل تحسن بنسبة 27%، إذ ارتفعت النتائج من 12% إلى 39%. كما سجلت فاس مكناس تقدمًا بنسبة 28%، حيث انتقلت من 13% إلى 41%.
من جهتها، حققت العيون الساقية الحمراء و درعة تافيلالت تقدما ملحوظا بنسبة 27%، حيث انتقلت نتائج كل منهما من 11% إلى 38%، ومن 12% إلى 40% على التوالي. بينما سجلت الداخلة واد الذهب تحسنا بنسبة 27%، حيث ارتفعت من 13% إلى 37%، وفق المعطيات التي حصلت عليها جريدة “العمق”.
أما الدار البيضاء سطات فقد حققت تقدما بنسبة 28%، حيث ارتفعت نتائج الروائز من 12% إلى 40%. وقد حققت طنجة تطوان الحسيمة تقدما بنسبة 25%، إذ انتقلت من 13% إلى 39%. كما سجلت الرباط سلا القنيطرة تقدمًا بنسبة 23%، حيث ارتفعت نتائج الروائز من 11% إلى 34%.
وبالرغم من هذه النتائج التي أعلن عنها، فإن مصداقيتها ظلت موضوع جدل في الأوساط التعليمية، إذ إن النتائج المستخلصة من روائز الموضعة لا تعكس المستوى الحقيقي للتلاميذ نظرا لبساطتها ورفع السرية عنها، فضلاً عن أن تقويم المتعلمين يتم بناء على مستويات الدعم وليس وفق معايير دقيقة، ما يزيد من تعقيد المشكلة ويعكس تراجعًا في مقاربة الكفايات المطلوبة.
وفي هذا السياق، أوضح الباحث في قضايا التربية والتكوين، سعيد أخيطوش، في تصريحات سابقة لجريدة “العمق” أن خطاب الوزارة حول تقويم مكتسبات المتعلمين كان دوما يسعى إلى طمأنة الجمهور، وخصوصا الآباء والأمهات والمتابعين، لإقناعهم بأن هذا المشروع هو الوصفة الناجعة لخروج المدرسة العمومية من الظلمات إلى النور.
اقرأ أيضا: مدارس الريادة .. اختلالات مشروع بنموسى تسرع بنهاية مبكرة لرؤيته الإصلاحية
في تصريح لجريدة “العمق”، أشار المتحدث إلى اعتماد روائز موضعة بسيطة ورفع السرية عن الرائز البعدي، مما يجعل النتائج مغلوطة، وأوضح أن المتعلمين يتم تقويمهم بناءً على مستويات الدعم، وليس وفق مستواهم النظري. (مثال: متعلم في المستوى الرابع صنف في التقويم القبلي ضمن مستوى الكلمة فقط، وفي التقويم البعدي يُقوّم بنفس المستوى، وليس في قراءة الفقرة أو الفهم المطلوبين في المستوى الرابع). وهذا يعني استمرار الصعوبات وتراكمها.
وأشار أخيطوش أيضا إلى غياب التقويم الوجداني في المشروع والتراجع الكبير عن التدريس وفق مقاربة الكفايات المنصوص عليها في المنهاج الرسمي، وعدم احترام النصوص والمذكرات المتعلقة بتقويم المتعلمين، أو اقتراح بدائل لها ضمن عُدة المشروع. كما أشار إلى أن امتحان المستوى السادس الإشهادي يتم خارج الإطار المرجعي وبعتبة صعوبة أقل، خصوصًا في اللغة الفرنسية.
ولفت الإطار في وزارة التربية الوطنية إلى تراجع مجموعة من الإجراءات التقويمية التي سبق الإعلان عنها رفقة جمعية شريكة في عدد من مناطق المغرب، واعتماد طرق لتجميع المعطيات تؤثر على موثوقيتها من خلال العمل في فترات قصيرة واعتماد عدد كبير من الأسئلة في الدراسة الأولية للمشروع.
وأضاف أن القائمين على المشروع قد واجهوا إكراهات كبيرة في عنصر التقويم في مدارس الريادة، واضطروا لرفع السرية عن الروائز البعدية التي أصبحت متوفرة على الإنترنت إلى جانب الجذاذات والفروض العادية، مع برمجتها في وقت يسمح للمتعلمين بتحقيق نتائج إيجابية تبرر ما تم إنفاقه من أموال عمومية، مع إجراء الرائز القبلي بعد عطلة صيفية طويلة، مما يعطي عادة نتائج متدنية.