يرى بلال التليدي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أن القيادة التاريخية لـ”المصباح” أغرقت الحزب في الخلافات الشخصية والسياسية، وعلى رأسهم الأمين العام عبد الإله ابن كيران ومصطفى الرميد وسعد الدين العثماني، مطالبا إيها بالتنحي وفسح المجال أمام كفاءات جديدة قادرة على ركوب التحديات المقبلة.
وقال التليدي خلال حلوله ضيفا على برنامج “مع يوسف بلهيسي”، الذي بث مساء اليوم السببت على مختلف منصات جريدة “مدار21″، إن “حزب العدالة والتنمية وصل إلى مرحلة استنفاد القيادة التاريخية لأغراضها، وليس عبد الإله ابن كيران فقط، ولكن القيادة التاريخية ككل”.
وأوضح الباحث الأكاديمي أن الانتصارات الكبيرة لـ”القيادة التاريخية” للحزب الإسلامي والزخم السياسي الذي يحسب لها لا يجب أن تداري القلاقل الداخلية للحزب قائلا: “منذ سنة 2017 إلى الآن، القيادة التاريخية أغرقتنا في خلافاتها الشخصية، لأن المشكل داخل العدالة والتنمية ليس خلافا سياسيا فقط لكنه خلاف سياسي ومزاجي؛ خلاف الأقران”.
وتابع شارحا “داخل الأمانة العامة للعدالة والتنمية هناك أقران يقاطعونها، وهذا الثلاثي الرميد والعثماني وابن كيران كان في وقت ما يعطي نتيجة عندما كانت الانتصارات، أو على الأقل عندما كان بعض الأشخاص يقومون بعملية الضبط مثل الراحل عبدالله باها الذي كان زاهدا وكان يقوم بعملية الضبط والتوازن”.
الانقسامات الداخلية أصبحت وفق التليدي “عبأً ثقيلا جدا على الحزب، والإخوان (في الحزب) ليس بينهم أي مشاكل لكنهم يحملون إرث انقسام الكبار”.
وأكد المتحدث أنه أمام هذا الوضع “لم يبق لدينا حل سوى أن يتفضل الكبار بأخلاق الكبار ويقولوا إن مرحلتنا انتهت وسنسلم المشعل لقيادة الصف الثاني أو قيادة الصف الثالث”، متسائلا “متى سيكون لشبابنا القدرة على قيادة الحزب؟”، مستدركا “طبعا ابن كيران ينبغي أن يبقى في الحزب والقيادة التاريخية ككل لأنها مرجعية، لكن ينبغي أن نبحث كلنا، بما في ذلك هم، عن صيغة من خلالها يقدمون المشعل لقيادة جديدة”.
وتساءل التليدي عن ما يحسنه عبد الإله ابن كيران ولا يحسنه غيره من جيل القيادة الثانية وعن الكيمياء التي لدى ابن كيران أو الرميد أو العثماني وليست لدى الآخرين، مشددا على أن “البيجيدي” يتوفر على “كفاءات كبيرة جدا تعرف كيف تدافع عن المشروع دون أن تصطدم بالمؤسسة الملكية ودون أن تخلق صراعات رئيسية مع مكونات الجبهة الدينية، ودون أن تفقد الطريق للبحث عن حلفاء موضوعيين لخدمة قضايا الديمقراطية والحرية والكرامة”.
وأشار عضو المجلس الوطني لـ”المصباح” إلى أنه “إذا لم يكن لنا هذه الثقة فهذا المشروع فشل، وإذا كنا منذ سنة 1981؛ أي ما بعد الانشقاق عن الشبيبة، وحتى سنة 2024 لم نستطع أن نبني قيادة تتشرب منهج حزب العدالة في التفاعل مع المشهد السياسي وإدارة الخط السياسي، فقد فشلنا”.
وأكد التليدي أن داخل العدالة والتنمية “هناك عدم توافق مع منهجية ابن كيران، وأنا شخصيا لا أتفق معها، فهي تؤتي ثمارها على المستوى السياسي، ولا يجب أن ننسى أنه منذ تاريخ عودة ابن كيران إلى الآن لم ننجح في أي انتخابات تشريعية جزئية”، مردفا “طبعا سيكون الجواب هو الوضع السياسي والعوامل الموضوعية وغيرها، لكن بالنسبة لي كنا نعتبر هذا مؤشرا لمحاسبة حكومة سعد الدين العثماني”.