كلميم: محمد سليماني
خرج رشيد الخيدر، رئيس جماعة «أباينو»، عن صمته، بخصوص إقبار مشروع تأهيل الحامة المعدنية «أباينو»، الذي طال انتظاره، متهما وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني – قطاع السياحة بالإخلال بالزاماتها وتعهداتها حيال هذا المشروع.
وقال رئيس الجماعة إن «جواب وزيرة السياحة عن أسئلة كتابية لبرلمانيين بخصوص تأهيل حامة (أباينو)، يبرز بشكل واضح عدم التزام وزارة السياحة بكل التعهدات والالتزامات السابقة، والتي تضمنتها الاتفاقية الموقعة من طرف الوزيرة السابقة، ومن خلالها كذلك مواكبتها وإسهامها في برنامج التنمية الجهوي والذي يتضمن مشاريع تدخل في صلب اهتمام الوزارة، والتي لا يمكن أبدا للجهة أن تضمنها للمخطط الجهوي المؤشر عليه دون أن يكون للوزارة رأي بالقبول».
وأضاف رئيس جماعة «أباينو» أن «الإشارة في جواب وزيرة السياحة إلى إسهام الشركة المغربية للهندسة السياحية في بلورة تصور شمولي لم أجد لها ما يبررها، في ظل أن التصور الشمولي الذي نعمل عليه اليوم هو مبادرة من رئيسة المجلس الجهوي كلميم واد نون، بتنسيق مع والي الجهة عبر صفقة تم تمويلها من ميزانية الجهة، لبلورة هدا التصور المتميز والذي سنسعى جاهدين بتضافر جهود المتدخلين الجهويين والإقليميين إلى تنزيله عبر أشطر». وأبرز الخيدر أن «وزارة السياحة أظهرت عدم رغبتها في تنزيل مشاريع معينة ومحددة في هذه الجهة، ضاربة بعرض الحائط الإجماع الجهوي حول أهميتها وأولويتها، إضافة إلى التماطل والإقصاء غير المبرر الذي تنهجه الوزارة».
وسبق أن قامت نادية فتاح العلوي، وزيرة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي في الحكومة السابقة، بزيارة إلى حامة «أباينو» خلال دجنبر من سنة 2020، وتم خلال هذه الزيارة التوقيع على اتفاقية تأهيل الحامة بين كل من مجلس جهة كلميم- واد نون، ووزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، وولاية جهة كلميم واد نون، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، ووكالة الحوض المائي لدرعة واد نون، والجماعة الترابية «أباينو»، ووفقا للاتفاقية، فقد خصص لمشاريع التأهيل مبلغ مالي يصل إلى 70 مليون درهم. إلا أنه بعد كل هذه السنوات، لم يتم توفير هذه الاعتمادات المالية، ولم يتم تأهيل الحامة.
واستنادا إلى المعطيات، فإن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني تعمل عبر الشركة المغربية للهندسة السياحية على بلورة تصور أولي لتثمين حامة «أباينو» المعدنية قرب كلميم، بهدف جعلها حامة من الطراز العالمي وذات إشعاع دولي، عبر تهيئة الحامة لكي تضم أنشطة متعددة في مجال العلاج والاستجمام والترفيه المائي، وذلك لتحسين وإغناء التجربة السياحية للوجهة، وجذب شرائح جديدة من الزبناء المغاربة والأجانب.
وفي هذا الصدد فقد كانت الوزارة الوصية قد وقعت اتفاقية شراكة مع الجماعات الترابية والمصالح الإدارية الخارجية، من أجل تنويع العرض السياحي وتسليط الضوء على الإمكانيات الطبيعية الغنية والمتنوعة لجهة كلميم- واد نون. ومن خلال هذه الاتفاقية، تمت بلورت أقطاب سياحية مكونة من عدة منتوجات متكاملة، ترتكز على تطوير مشاريع موضوعاتية تتمحور حول مدارات سياحية مندمجة. وبخصوص هذا التصور الجديد الذي يروم تنمية السياحة الصحراوية، فإن جهة كلميم- واد نون ستستفيد من استثمار إجمالي يصل إلى 124 مليون درهم، يساهم فيه قطاع السياحة الوزاري بـ 14 مليون درهم، لتمويل وتنفيذ مشاريع سياحية تتعلق بالمنتوج الطبيعي الصحراوي، وذلك عبر خلق 20 مدارا سياحيا، وتثمين 16 موقعا سياحيا للتراث الطبيعي والثقافي.