يتصاعد الصراع على بطاقة التأهل في المجموعة الثانية من دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا، حيث يستعد الجيش الملكي والرجاء الرياضي لخوض مواجهة نارية غدًا السبت على أرضية الملعب الشرفي بمدينة مكناس. هذه المباراة المصيرية تعد بمثابة معركة كروية قد تحدد ملامح التأهل، في ظل ضغط الترتيب وحتمية الفوز لكلا الفريقين.
وتعد المواجهة المرتقبة بين الفريقين، من أبرز مباريات الجولة الخامسة، إذ تجمع بين فريقين عريقين يعرفان بعضهما جيدًا، ويملكان تاريخًا حافلًا بالإنجازات المحلية والقارية.
ويزداد الضغط على كلا الفريقين، خاصة مع اقتراب نهاية دور المجموعات، ما يجعل اللقاء حاسمًا ومليئًا بالإثارة والتحدي.
وأعرب مدرب الرجاء الرياضي، حفيظ عبد الصادق، عن ثقته في استعدادات فريقه للمواجهة، مشيرًا إلى أن التدريبات مرت في أجواء من التركيز الشديد، بحضور جميع اللاعبين وبدعم كبير من إدارة الفريق.
وأكد عبد الصادق في تصريحاته خلال الندوة الصحافية أن المباراة ستكون مصيرية على أكثر من مستوى، سواء في دوري الأبطال أو الدوري المحلي، مشددًا على ضرورة تحقيق الفوز لأن “هامش الخطأ أصبح ممنوعًا”.
وأوضح المدرب أن الفريق يعمل على استغلال نقاط ضعف الجيش الملكي وتصحيح الأخطاء السابقة، مؤكدًا أن لاعبيه أظهروا استجابة إيجابية خلال التدريبات وهم جاهزون للمعركة.
ولم يخفِ عبد الصادق لم حجم التحدي، خاصة وأن المباراة تأتي بعد أداء مميز للفريق في الجولة الماضية أمام ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي.
وأضاف قائلًا: “حققنا انتصارًا مستحقًا، لكن تركيزنا الآن على مواجهة الجيش الملكي، أجرينا تربصًا لتحسين روح المجموعة، وهدفنا هو الحفاظ على حظوظنا في التأهل للدور المقبل”.
ورغم قلقه من أرضية الملعب التي قد تشكل تحديًا، أشار إلى أن الفريق سيتأقلم معها سريعًا خلال الحصة التدريبية الأخيرة، مشددًا على أن الرغبة في الانتصار لن تتأثر بأي عوامل خارجية.
في الجهة المقابلة، يبدو الجيش الملكي بقيادة مدربه الفرنسي هوبير فيلود عازمًا على حسم التأهل مبكرًا. فيلود أوضح أن فريقه يدخل المباراة بمعنويات مرتفعة، خاصة بعد تصدره المجموعة الثانية برصيد 8 نقاط.
وأكد فيلود في الندوة الصحافية التي تسبق المباراة أن فريقه يستهدف تحقيق الفوز وليس الاكتفاء بنقطة التعادل، قائلًا: “هذه مباراة استثنائية تتطلب منا الكثير من التركيز، نعرف الرجاء جيدًا، وسبق أن فزنا عليه بملعبه، وسنحاول تكرار ذلك من خلال فرض أسلوب لعبنا”.
ورغم اعترافه بصعوبة المواجهة، أشار فيلود إلى أن فريقه يمتلك الأدوات اللازمة لتقديم أداء قوي.
وأضاف: “المباراة قد تُحسم عبر التفاصيل الصغيرة، وسنعمل على أن نكون الأكثر قتالية وتركيزًا. مجموعتنا معقدة، لكن التأهل منها سيكون بمثابة إنجاز كبير، وسنرى كيف ستنتهي الأمور بعد المباراتين المقبلتين”.
وأصبحت المجموعة الثانية واحدة من أكثر المجموعات إثارة في هذه النسخة من دوري الأبطال، حيث لم يُحسم أي شيء حتى الآن.
ويتصور الجيش الملكي بـ8 نقاط، يليه صن داونز الجنوب إفريقي بـ5 نقاط، بينما يحتل الرجاء المركز الثالث بـ4 نقاط، ويأتي مانييما الكونغولي في المركز الأخير بـ3 نقاط.
هذا الوضع يجعل المباراة بين الجيش والرجاء حاسمة لكلا الفريقين، حيث يسعى الرجاء للفوز في المباراتين المتبقيتين لضمان التأهل، بينما يأمل الجيش في تأكيد صدارته للمجموعة.
ولا تقتصر التحديات على المنافسة داخل الملعب فقط، بل تمتد إلى الضغط النفسي والجماهيري الذي يرافق الفريقين.
ويدخل الرجاء المباراة وهو يدرك أن أي تعثر قد يعني خروجه من المنافسة، بينما يسعى الجيش للاستفادة من اللعب على أرضه وأمام جماهيره لتحقيق نتيجة إيجابية تعزز من حظوظه في التأهل.
ويعول الرجاء يعوّل على مواهبه، الذين قدموا أداءً قويًا في الجولة السابقة، بينما يعتمد الجيش على دفاعه المتماسك وهجومه الفعال الذي كان حاسمًا في الجولات الماضية.
مع صافرة البداية، ستتجه الأنظار إلى الملعب الشرفي لمتابعة هذه المباراة المثيرة التي تعد بالكثير من التشويق.
النتيجة النهائية لن تحدد فقط مصير الفريقين في هذه المجموعة، بل قد تكون أيضًا نقطة تحول في مشوارهما خلال هذه النسخة من دوري أبطال إفريقيا.